27‏/01‏/2017

أية الكرسى


فضلها
فهى بمثابة النبذة التعريفية عنه سبحانه وتعالى هذه الأية موضوعها الله عزوجل
إله عظيم لا كفواً له موجود على الدوام حى لا يموت قيوم بجميع الكائنات وإيضاً إن احتجت
له فى أى وقت فهو السميع البصير لأنه لا سنة له ولا نوم وله ملك السموات والأرض بما
فيها وما عليها من كائنات
﴿ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ
أى من الذى يستطيع أن يجلب لك منفعة أو يدفع عنك ضراً ؟
من يستطيع أن يضرك بسحر إلا بإذنه ؟
فيجب على كل مسلم حفظها تُحفظ لأبنائنا ولأمهاتنا الكبار اللاتى لا يقرأن ولا يكتبن
وينبهن بأنها تقرأ بعد دبر كل صلاة لقول رسول الله ﷺ
 [ من قرأ أية الكرسى دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ]
وجاء فى الصحيح عن أبى هريرة [ أنها حفظاً وحرزاً من الشيطان يقرأها المؤمن صباحاً ومساءً غدواً 
ورواحاً ] فهى من أعظم أيات كتاب الله المبين
هى أعظم أية فى كتاب الله ثبت عن الرسول ﷺ أنه سأل أبى بن كعب الصحابى الجليل
 [ أى أية فى كتاب الله أعظم قال : الله لا إله إلاهو الحى القيوم
فضرب رسول الله على صدره وقال : ليهنك العلم يا أبا المنذر]
معناها
  { الله } صدرها الله بلفظ الجلالة { الله } دون سائر الأسماء الحسنى وهو علم  
على الرب سبحانه وتعالى ولا يشاركه فيه معه سواه
  ثم بعد هذا الإسم جاءت كلمة التوحيد التى تفسر معنى { الله } وهو الإله الذى 
 لا إله بحق إلا هو   
  ثم بعد نفى جميع الألة بين ما يختص به سبحانه عن سائر المعبودات من قوة وقدرة  
وملك ووجاهة وعلم فبدأ بالقوة والقدرة { الحى القيوم } نعت الله نفسه بإسمين
من أسمائه الحسنى {الحى القيوم }
قال أهل العلم : كل أسماء الله عزوجل الحسنى مردها إلى معن هذين الإسمين
 العظيمين حياة تامة كاملة لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال
  ومعنى { الحى } أن حياة الله
بدأ بها لأنها من اعظم الفروق بينه وبين كل معبود من دونه سبحانة
 { القيوم } إن بعض الأحياء يحتاج من يقوم به ويساعده فأتبعه بصفة
{ القيوم } أى قائم بنفسه مستغن عن كل أحد وكل أحد
مفتقر إليه ولا قِوام للموجودات وقائم بشئون عباده وأنه
بدون أمره فهوقائم على كل نفس بما كسبت  وهتان الصفتان{ الحى القيوم }
 تدلان على جميع الصفات لله تعالى دلالة تضمين ولزوم أى من لوازم الحى أن يكون سميعاً بصيراً متكلماً .. وألخ ومن لوازم القيوم أن يكون عليماً حكيماً على كل شئ قدير سبحانه
 { لا تأخذه سنة ولا نوم } إن القائم على أى شئ ما قد يكل أو يمل أو يغفل أتبعها
 بقوله { لا تأخذه سنة ولا نوم } وهى الغفلة أو النعاس
    فمن كمال قيوميته أنه لا تأخذه السنة ولا النوم
ففى الحديث الصحيح قال رسول الله  ﷺ
[ إن الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل النهار قبل
 عمل الليل وعمل الليل قبل عمل النهار حجابه النور لو كشفه لأحترقت
سبحات وجهه ما أنتهى إليه بصره من خلقه ] [ رواه مسلم ]
ولئلا يُظن أن عدم السِنة سببه نوم سابق جاء بنفى ذلك بقوله { ولا نوم }
  ثم يتشوق السامع إلى معرفة ما الذى يملكه هذا الحى القيوم الذى لا تأخذه سنة ولا نوم
فقال تعالى { له ما فى السموات وما فى الإرض } وبدأ بالسموات لأنها فى جهة العلو الداله
عليه فهو سبحانه العلى الأعلى وخص سبحانه وتعالى السموات والأرض بالذكر مع كونه
 يملك ما هو أكبر منهما لكون العبد يعيش بينهما فالأرض تُقله والسماء تُظله
  { من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه } يكتمل هذا الملك إذا كان له جاه فقال 
{ من ذا الذى يسفع عنده إلا بإذنه } من المعروف أن صاحب المنزلة والوجاهه جدير
بالشفاعة وزيادة على ذلك لا بد من أن يأذن سبحانه للشافع فلا يتجرأ أحد
على أن يشفع لأحد عنده إلا بإذنه
 { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } العلوم أربعة : علم ماض وعلم حاضر وعلم مستقبل
وعلم لم يكن كيف يُتصور كونه ( لم يكن ولكن كيف يكون لو وقع ) وهذه العلوم الأربعه كلهن يعلمهن 
الرب تبارك وتعالى وقوله تعالى فى هذه الأيه يشمل كل شئ وكل علم أما العلم الرابع فيدل عليه قوله 
سبحانه وتعالى { لو خرجوا فيكوا مازادوكم إلا خبالاً } الله يتكلم عن المنافقين أن هؤلاء المنافقين لم
 يزيدوا المسلمين إلا خبالاً مع إن المنافقين لم يخرجوا لكن الله أخبر لو كان منهم خروج كيف سيكون 
منهم الوضع وقال الله عن أهل النار عياذا بالله { ولو رودوا لعادوا لما نهوا عنه } معلوم عند كل مسلم 
إن أهل النار لن يخرجوا منها ولن يعودوا إلى الدنيا لكن الله يخبر حتى لو عادوا على أى حال سيتصرفوا 
وهذا معنى أن الله يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون
 { ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء } كل من لديه علم فالذى علمه هو الله ولا يمكن 
لأحد أن يأتى بعلم لم يشإ الله له أن يعلمه { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا}   
فأول طرائق طلب العلم هو أن تطلبها من الله لا يأتى العلم بمداد ولا بصحيفة ولا بالتتلمذ ولا يأتى بشئ أكثر مما يأتى بالإستعانة بالرب تعالى فمن أخلص لله النيه وإستعان بربه على الوجه الأتم
علمه الله وساق إليه العلم ماء زُلالا ومن ساءت نيته والعياذ بالله أو أعتمد على قلم ومحبرة   
وصحيفة وفلان وفلان وشريط وشيخ إعتماداً كلياً وأغفل جانب الأعتماد على الله لم ينل من العلم
إلا بقدر ما يريده الله فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه
على الدنيا حسرات والعياذ بالله
  { وسع كرسيه السموات والأرض } أختلف فى معنى الكرسى فقيل أنه العرش وهذا بعيد
وهذا قول حسن البصرى وقيل أنه موضع القدمين للرب عزوجل وهذا فيه حديث صححه بعض العلماء
 وقيل إن الكرسى معناه العلم أى العلم وسع كرسيه السموات والأرض يصبح معنى الأية وسع علمه 
السموات والأرض وهذا المشهور عن ابن عباس
والذى نريد أن نفهمه أن الكرسى شئ عظيم وعظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق
  { ولا يؤده حفظهما } أى لا يعجزه ولا يثقل عليه حفظهما
  { العلى العظيم } هما إسمان من أسماء الله الحسنى الله تبارك وتعالى على فى ذاته
 وعلى فى مكانه وعلىِ بقهره لسائر خلقه وله العلو من الوجوه جميعها 

ليست هناك تعليقات: