05‏/10‏/2011

نساء مسلمات خالدات

بنت الآزور ... فارسة النساء
للدكتورة : خديجة النبراوى رائدة علم الآقتصاد الآسلامى


خولة بنت الآزور "رضى الله عنها" واحدة من رموز الشجاعة و الفروسية و الآيمان الصادق فى تاريخ الآسلام .

خرجت مع أخيها ضرار بن الآزور إلى الشام ، و شاركت فى المعارك الحربية التى دارت برحاها بين المسلمين و الروم ، و أظهرت بسالة فائقة خلد التاريخ إسمها فى سجل الآبطال البواسل ، وقع أخوها فى الآسر فحزنت لذلك ولكنه لم ينل من عزيمتها و أستمرت فى قتال الروم .


حيث يروى أن خالد بن الوليد ـ و كان قائد للمسلمين حينها 
قبل المعركة نظر إلى فارس طويل و هو لا يبين منه الا الحدق و عليه ثياب سود  و قد حزم وسطه بعمامه خضراء و سحبها على صدره و من ورائه ، و قد عرض نفسه للهلاك ثم أخترق القوم غير مكترث بهم ، و لا خائف و عطف على كراديس الروم ، فقلق عليه المسلمون و قال رافع بن عميرة : ليس هذا الفارس ألا خالد بن الوليد ، ثم أشرف خالد عليهم 
فقال رافع : من الفارس الذى تقدم أمامك فلقد بذل نفسه و مهجته ؟ فقال خالد :
 و الله إننى أشد أنكارا" منكم له ، و لقد أعجبنى ما ظهر منه و من شمائله ، فقال رافع : أيها الآمير أنه منغمس فى عسكر الروم يطعن يمينا و شمالا ، فقال خالد : معشر المسلمين أحملوا بأجمعكم و ساعدوا المحامى عن دين الله ، فأطلقوا الآعنة و قوموا الآسنة و ألتصق بعضهم ببعض و خالد أمامهم ، ونظر إلى الفارس فوجده كانه شعلة من نار و الخيل فى أثره ، ولما وصل إلى جيش المسلمين فتأملوه فرأوه قد تغدر بالدماء ، فصاح خالد و المسلمون .. لله درك من فارس أكشف لنا عن لثامك ، فمال عنهم و أنغمس فى الروم ، فصاح المسلمون وقالوا : أيها الرجل الكريم أميرك يخاطبك و أنت تعرض عنه ، أكشف عن أسمك و حسبك لتزداد تعظيما ، فلم يرد لهم جوابا ، فلما بعد عن خالد سار إليه بنفسه و قال له :
ويحك لقد شغلت قلوب الناس و قلبى بفعلك من انت ؟ فلما ألح خالد خاطبه الفارس من تحت لثامه بلسان التأنيث و قال : أننى يا أمير المؤمنين لم أعرض عنك إلا حياء منك ، لآنك أمير جليل ، و أنا من ذوات الخدور و بنات الستور فقال :
 من أنت ؟ فقالت : أنال خولة بنت الآزور .


و من المواقف الشهيرة أيضا التى أظهرت فيها بسالة عظيمة وفروسية نادرة ، ما فعلته بموقعه بالشام ، و قد أسرت النسوة فى تلك الواقعه فجمعت خوله النساء
و قامت فيهن خطيبة و كانت من ضمن المأسورات فقالت : يا بنات حمير و بقية تبع أترضين لانفسكن علوج الروم ، و يكون أولادكن عبيدا لآهل الروم ، فأين شجاعتكن و براعتكن التى تتحدث بها عنكن أحياء العرب و محاضر الحضر ،
 و غنى أركن بمعزل عن ذلك و انى أرى القتل عليكن أهون ؟ 
فقالت لها عفراء بنت غفار الحميرية : صدقت و الله يا بنت الآزور ، و نحن فى الشجاعه كما ذكرت و فى البراعه كما و صفت ، غير أن العدو دهمنا على حين غفلة وما نحن الا كالغنم بدون سلاح 
فقالت خولة : يا بنات التبابعه خذوا أعمدة الخيام و أوتاد الآطناب نحمل بها على هؤلاء اللئام فلعل الله ينصرنا عليهم فنستريح من معرة العرب .
فقالت عفراء : و الله ما دعوت إلا ما هو أحب الينا مما ذكرت
ثم تناولت كل واحدة عمودا و صحن صيحه واحدة ، ألقت خولة عمودا و سعت من ورائها عفراء وسلمة بنت النعمان  وروعه بنت عملون و مسلمة بنت زراع
 و غيرهن .
فقالت لهم خولة : لا ينفك بعضكن عن بعض ، و كذا كالحلقة الدائرة و أحطمن رماح القوم ، و اكسرن سيوفهم 
وهجمت خولة وهجمت النساء ورائها و قاتلن قتالا شديدا حتى أستخلصت النسوة من أيدى الروم .

و توفيت خولة فى أواخر خلافة عثمان بن عفان "رضى الله عنه"


ليست هناك تعليقات: