11‏/03‏/2013

آداب المشي في السنة النبوية


لنشرع الآن في ذكر بعض الأحاديث التي وردت 
في صفة مشي النبي صل الله عليه وسلم

 ورد في الصحيح والصحيح من الأحاديث إما أن يكون في البخاري
أو في مسلم أو في كليهما أو ما ورد مستكملا لشرط الحديث الصحيح
 ففي الصحيح أي في البخاري و مسلم  من حديث أنس رضي الله عنه
وهذا اللفظ لفظ مسلم :

(كان رسول الله صل الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشى تكفأ).


وكان صل الله عليه وسلم أيضا: (إذا مشى لم يتلفت)
رواه الحاكم رحمه الله تعالى
وهو حديث صحيح صححه الألباني في صحيح الجامع
 وقال المناوي في شرح الحديث: 
لم يلتفت لأنه كان يواصل السير ويترك التواني والتوقف.

 
كان أشبه الناس بمشية النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة
 فقد جاء في صحيحي البخاري و مسلم أيضا عن عائشة رضى الله عنها قالت:
(كنا أزواج النبي صل الله عليه وسلم عنده لم يغادر منهن واحدة
 فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا)
فكان أشبه الناس مشيا بمشية النبي صل الله عليه وسلم فاطمة عليها رضوان الله.
 
 

مشية النساء


ومشية النساء في الشارع تختلف عن مشية الرجال
 فلابد أن تمشي المرأة على جانب الطريق والرجال في الوسط،
كما أخبر النبي صل الله عليه وسلم ثم إن المرأة إذا جاءت إلى رجل أجنبي 
للحاجة تكون مشيتها ما أخبر الله تعالى به في كتابه في سورة القصص
عن بنت الرجل الصالح لما جاءت إلى موسى عليه السلام
 لأن أباها لا يستطيع أن يأتيه بنفسه قال الله:
( سورة القصص اية : 25 )

ليست بسلفع خراجة ولاجة بل تمشي على استحياء
 ما جاءت إليه جريئة سليطة لأن مخاطبة المرأة لرجل أجنبي صعبة على العفيفة
 أما الآن فصارت أسهل عندهن من شرب الماء من كثرة المكالمات الهاتفية
والاختلاط في العمل وكثير من الأماكن صار كلام المرأة مع الرجل الأجنبي عاديا جدا
 فأصبحت المرأة تأتي الرجل الأجنبي بكل ثقة وجرأة ولم تعد تمشي على استحياء
كما يقتضي الأدب الإسلامي في مشية المرأة المسلمة.



ابن القيم يصف مشية الرسول صل الله عليه وسلم


وقد وصف ابن القيم رحمه الله مشية النبي صل الله عليه وسلم
 في كتابه زاد المعاد فقال رحمه الله: كان إذا مشى تكفأ تكفؤا وكان أسرع الناس مشية
 وأحسنها وأسكنها
 قال أبو هريرة :
(ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صل الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه)
وذكر حديث الترمذي الذي تقدم ذكر ضعفه وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
(كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب)
وقال مرة: (إذا مشى تقلع) قلت: والكلام لـابن القيم رحمه الله والتقلع الارتفاع من الأرض بجملته.

فلا يسحب رجليه سحبا كما يفعل بعض الناس بل كان صل الله عليه وسلم يرفعها رفعا ويضعها وضعا.

فإذا كان يرتفع من الأرض بجملته كحال المنحط من صبب
 وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة وهي أعدل المشيات وأروحها للأعضاء
 وأبعدها من مشية الهوج والمهانة والتماوت فإن الماشي إما أن يتماوت في مشيه
ويمشي قطع ًواحدة كأنه خشبةٌ محمولة وهي مشيةٌ مذمومةٌ قبيحة
 وإما أن يمشي بانزعاج واضطراب كمشي الجمل الأهوج وهي مشيةٌ مذمومة أيضا
 تجد أن كل شيء يتحرك فيه وهو يمشي فهذه مشية الأهوج وهي دالةٌ
على خفة عقل صاحبها أي إذا رأيت من يمشي مشي الأهوج في الشارع
 وكل شيء يتحرك فيه فاعلم أن في عقله خفة وليس من اللازم أن يكون مجنونا
 لكن في عقله خفة ولا سيما إذا كان يكثر الالتفات حال مشيه يمينا وشمالا.
وإما هذا الاحتمال الآخر: أن يمشي هونا وهي مشية عباد الرحمن
كما وصفهم بها في كتابه فقال:
( سورة الفرقان اية : 63 )

قال غير واحد من السلف: بسكينة ووقار من غير تكبرٍ ولا تماوت
 وهي مشية رسول الله صل الله عليه وسلم فإنه مع هذه المشية
كان كأنما ينحط من صبب وكأنما الأرض تطوى له حتى كان الماشي معه
 يجهد نفسه ورسول الله صل الله عليه وسلم غير مكترث وهذا يدل على أمرين
 أن مشيته لم تكن بتماوت ولا بمهانة بل كانت أعدل المشيات.
قال الإمام ابن عقيل: من مشى مع إنسان فإن كان أكبر منه
 وأعلم فعن يمينه يقيمه مقام الإمام في الصلاة فهو قد قاس موضعه
 في المشي على موضع الإمام في الصلاة وإذا كانا سواء استحب له
أن يخلي له يساره حتى لا يضيق عليه جهة البصاق والامتخاط
 فإذا أراد الآخر أن يمتخط ويبصق فلا يكون هو عن يساره.










ليست هناك تعليقات: