07‏/04‏/2012

نساء ثائرات



خولة بنت حكيم وجدالها مع الرسول
للدكتورة / خديجة النبراوى



هى من المؤمنات الصحابيات ، فقهت فى دينها وأخذت من احكام الشريعه بحظ وافر واشتهرت
 بالحلم و الحكمة وتميزت بالجدل الذى يوصل الى الحق ويهدى الى سواء السبيل ، وكانت اول ثائرة على ذلك
 وكانت اول ثائرة على ذلك الموروث البغيض من الجاهلية وهوالظهار ، حيث استشرى ضرره بين الازواج والأسر
فقد كان الرجل إذا اراد ان يفارق
 زوجته يشبهها بامه فى الحرمة فيقول لها : انت على كظهر امى ، وبذلك يفارقها وتفارقه الى الابد

وعندما حدث ذلك مع خولة من زوجها اوس بن الصامت ، ذهبت الى الرسول صل الله عليه وسلم تشكو له
 ما حدث لها وتقول : يا رسول الله قد كبر سنى ووهن عظمى ولى منه اولاد إن تركنهن اليه ضاعوا و إن ابقيتهم
معى جاعوا الى اخر ما قالت رضى الله عنها والرسول يقول لها : اراك قد حرمت عليه

ولكن الله عز وجل كان يعلم حالها ويسمع قولها وهو ارحم بها من نفسها على نفسها فنزل قوله تعالى :
[ قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير]
الى اخر الايات من سورة المجادلة من 1:4

وهكذا كان عن طريق تلك السيدة الواثقة فى عدل الله ورحمته جرى فضل الله فى ابطال الظهار
وتحريمه على كل مسلم ، والتخلص من بوائقه بمشروعية الكفارة لمن وقع فيه واراد العول عنه

ويروى اصحاب السير ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه ابصرها من بعيد وهو خارج من المسجد 
ومعه الجارود العبدى فوقف لها وانتظر قدومها فسلم عليها فردت السلام وقالت :
( هيهات يا عمر عهدتك وانت تسمى عميرا فى سوق عكاظ ترعى الضان بعصاك ، فلم تذهب الايام حتى سميت
 امير المؤمنين ، فاتق الله  فى الرعية واعلم انه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشى عليه الفوت )
 فقال الجارود : قد اكثرت ايتها المراة على امير المؤمنين  ، فقال عمر : دعها اما تعرفها فهذه خوله بنت حكيم
زوجة اوس بن الصامت التى سمع الله قولها من فوق سبع سموات ، فعمر والله احق ان يسمع لها

رضى الله عن خولة و ارضاها ورفع درجتها فى الجنة مع الصابرين الصادقين لانها ضربت اروع الامثلة
فى الاصرار على الحق ، والنقد البناء فى جميع المجالات الذى يدعم اركان المجتمعات ويحقق لها الصفو والهناء .


ليست هناك تعليقات: