23‏/07‏/2015

فضل العلم





العلم هو طريق العمل
أن الله -سبحانه وتعالى- خلقنا في هذه الحياة من أجل العبادة
 فالله -سبحانه وتعالى- يقول:
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ﴾
[الذاريات: 56، 57]. 
لا يمكن أن تستقيم العبادة بغير علم. العلم هو طريق للعبادة، طريق لتحقيق الغاية 
التي خلقنا الله -سبحانه وتعالى- من أجلها.

ما الأدلة على فضل العلم؟
دل على فضل العلم كتاب الله -سبحانه وتعالى- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا شك أن كتاب الله
 وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- فيهما الكثير والكثير، من هذه الأدلة، وهذا الفضل من كتاب الله
 -سبحانه وتعالى-، ومن سنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- ألا يكون دافعا لنا؟ يكون دافعا لنا
 ويكون محفزا لنا، ولغيرنا على تحصيل هذا الفضل العظيم، الذي هو العلم.


بعض الآيات التي تدل على فضل العلم
1- {﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114] }.
هنا الله -سبحانه وتعالى- يخاطب رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويقول:
﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ يطلب من الله -سبحانه وتعالى- أن يزيده علما، وهل في القرآن الكريم أمر للرسول
-عليه الصلاة والسلام- أن يزداد من شيء مثل هذه الآية، إنما إذ طلب منه ربه -سبحانه وتعالى- أن يدعوه
ليزداد علما، لما في هذا العلم من الفضل العظيم، ومن النفع للإنسان في الدنيا والآخرة، وكما أن الرسول
-صلى الله عليه وسلم- يقول هذا القول، ويدعو به، نحن أيضا ندعو به، نقول: اللهم زدنا علما، اللهم زدنا
علما، اللهم زدنا علما تطبيقا لقوله سبحانه وتعالى واتباعا لرسول الله عليه الصلاة والسلام استجابة لأمر ربه سبحانه وتعالى.

2- {﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9] }.
قوله -سبحانه وتعالى-: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9]
 طبعا ما يستوون لا شك أن الذين يعلمون أفضل وأقرب إلى الله، وأكثر عملاً من الذين لا يعلمون
 ولا شك أن هذه الآية فيها بيان واضح، وفيها تفضيل واضح للعلم، وأهل العلم.

3- {قال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11]}.
إذن هذا دليل واضح وبين على فضل العلم، الله -سبحانه وتعالى- يقول: يرفعهم درجات، كم درجة؟
درجتين؟ أم ثلاث؟ أم أربع؟ الله أعلم "درجات" جمع، والله -سبحانه وتعالى- يقول: يرفعهم درجات
 كم هذه الدرجات؟ الله أعلم بها، ثم أيضا مع كثرة هذه الدرجات إلا أنه بين الدرجة والدرجة أيضا بون شاسع
﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ يرفعهم على من؟ على غيرهم من الناس، الذين لم يؤتوا
العلم، الذين لم يتعلموا، وأولئك الآخرين الذين أقل منهم شأنًا.

4- {قال الله -تعالى-: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ﴾ [البقرة: 31]}.
﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ طبعا هذا فيه خبر، أن الله -سبحانه وتعالى- علم آدم الأسماء كلها، لكن هنا ليس
فيها دلالة ظاهرة على فضل العلم على غيره، لكن من أبرز الأدلة:
﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ﴾ [آل عمران: 18]
 انظر: ثنى بأولي العلم على من؟ على الملائكة، الله -سبحانه وتعالى- يشهد بأنه لا إله إلا هو، والملائكة
أيضا يشهدون، وأولو العلم أيضا يشهدون، يعني جعل شهادتهم على أعظم مشهود عليه، وهو ماذا؟ على
وحدانية الله -سبحانه وتعالى-، على توحيد الله -سبحانه وتعالى.

السنة المطهرة جاءت بها أحاديث كثيرة تدل على فضل العلم

1- قال -صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقا يلتمس به علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع
أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له كل من في السماوات والأرض، حتى الحيتان في جوف الماء، وإن
فضل طالب العلم أضف فضائل أخرى كما ورد في الحديث: 
«وأن العلماء ورثة الأنبياء، وأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما بل ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر».
حديث واحد فيه كل هذه الفضائل التي تدل على فضل العلم.

الفضائل الواردة في هذا الحديث.
أولاً: «من سلك طريقًا يلتمس به علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة».
إذن العلم هو طريق موصل إلى الجنة.

ثانيًا: الملائكة تضع أجنحتها لطالب رضا بما يصنع، الملائكة على مكانتها، وعلى قدرها، وعلى شرفها عند ربها
 لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، تضع أجنحتها رضا لطالب العلم.وأن العالم يستغفر له كل من في
السماوات والأرض، حتى الحيتان في جوف البحر.كم في السماوات والأرض من مخلوقات؟ سواء كائنات بشرية
 أو كائنات حيوانية، أو برية، أو مائية، كلها تستغفر لصاحب العلم ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: 44]
طبعا هذه الكائنات حتى الحيوانات أو الطيور تسبح الله -سبحانه وتعالى-، إذن ما المانع أنها تستغفر لطالب العلم
 وكما أخبر بذلك الرسول -عليه الصلاة والسلام- إذا كنا نحن طبعا لا نسمعها تتكلم، ولا نفهم ماذا تريد، وما لغتها
 لكن هي أيضا بينها لغات، وبينها شيء تتفاهم به، إلا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق
 الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى -عليه الصلاة والسلام- هو الذي أخبرنا بأن من في السماوات
 والأرض يستغفرون للعالم حتى الحيتان في جوف الماء.

أضف إلى ذلك بعض الفضائل الواردة في هذا الحديث
 فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، يعني طبعا ما هو فقط مجرد أن فضل العالم على سائر الناس
 لا، على العابد، العابد اسمه العابد، بمعنى أنه كثير العبادة، المتقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- بالعبادة، المصلي، الصائم
 المزكي، المتصدق، الآمر بالمعروف، الناهي عن المنكر، العابد بمعنى كثير العبادة، ومع ذلك مع مكانته إلا أن العالم
أفضل منه، كفضل القمر على سائر الكواكب، تعالى انظر في الليل في السماء في وقت ظهور القمر حين يكون بدرا
 وقارن بين القمر وبين النجوم، ما الفرق؟ ترون بونا واسعا بين القمر وبين سائر النجوم، ولذلك فضل العالم على العابد
 كفضل القمر على سائر النجوم.
غير ذلك، من الفضائل الواردة في هذا الحديث: «وإن العلماء ورثة الأنبياء» العلماء ورثة الأنبياء، ورثتهم بماذا؟
ما ورثتهم بالمال، ورثوهم بالعلم، ورثوهم بالفضل، ورثوهم بالخير، ورثوهم بالعمل الصالح، ورثوهم بالدعوة إلى الله
 ورثوهم بتعليم الناس، في هذا المجال.
«وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، ولكن ورثوا العلم».
ويأتي في نهاية الحديث جملة جميلة جدا تبين لك أيضا هذه المكانة وهذا الفارق: «فمن أخذ به أخذ بحظ وافر»
تصوروا لو واحد في الدنيا قيل له: أنت أعطيت مليار من الريالات، هذا ما يكون مكسب كبير بالنسبة له، لكن
هل المليار أو المليارات تعادل ما يُعطاه الإنسان من العلم الشرعي؟ والله لا تعادل، الرسول -عليه الصلاة والسلام
 يقول في نهاية هذا الحديث: «فمن أخذ به أخذ بحظ وافر».

2- قال -عليه الصلاة والسلام-: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين»
 الفقه هو العلم، الفقه في الدين هو العلم الشرعي، هل قال: من يرد الله به خيرا يعطيه مالا، من يرد الله به خيرا
يعطيه قوة، من يرد الله به خيرا يعطيه صحة، قال -عليه الصلاة والسلام-: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين»

إذن هذه بعض الأدلة من القرآن ومن السنة التي تدل على فضل العلم






























ليست هناك تعليقات: