13‏/05‏/2012

عثمان بن عفان الجزء الثانى


 


الخلافة


كان عثمان رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين ، فقد بايعه المسلمون بعد مقتل
 عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 23 هـ ، فقد عيَّن عمر
 ستة للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة ، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرجمن بن عوف
بعد أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن أفضلهم ، ثم أخذ العهد والميثاق
أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه ولاه ، فجمع الناس وعظهم وذكّرَهم ثم أخذ بيد عثمان وبايعه
 الناس على ذلك ، فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان حاجباً هو مولاه وكاتباً هو مروان بن الحكم




الفتوح الإسلامية

فتح الله في أيام خلافة عثمان رضي الله عنه الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص
 ثم إصطخر الآخرة وفارس الأولى ثم خو وفارس الآخرة ، ثم طبرستان ودُرُبجرْد
وكرمان وسجستان ، ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن



 

الفتنة

ويعود سبب الفتنة التي أدت إلى الخروج عليه وقتله أنه كان كَلِفاً بأقاربه وكانوا قرابة سوء
 وكان قد ولى على أهل مصر عبدالله بن سعد بن أبي السّرح فشكوه إليه
 فولى عليهم محمد بن أبي بكر الصديق باختيارهم له ، وكتب لهم العهد ، وخرج معهم
مدٌ من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي السّرح ، فلمّا كانوا
على ثلاثة أيام من المدينة ، إذ همّ بغلام عثمان على راحلته ومعه كتاب مفترى
 وعليه خاتم عثمان إلى ابن أبي السّرح يحرّضه ويحثّه على قتالهم إذا قدموا عليه
 فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم أنّه لم يأمُره ولم يعلم من أرسله ، وصدق رضي الله عنه
فهو أجلّ قدراً وأنبل ذكراً وأروع وأرفع من أن يجري مثلُ ذلك على لسانه أو يده
 وقد قيل أن مروان هو الكاتب والمرسل  ولمّا حلف لهم عثمان رضي الله عنه
 طلبوا منه أن يسلمهم مروان فأبى عليهم ، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى
 لأن النبي صل الله عليه وسلم كان قد قال له عثمان أنه لعلّ الله
أن يُلبسَكَ قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه




الحصار

فاجتمع نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه ، فأغلق بابه دونهم
 فحاصروه عشرين أو أربعين يوماً ، وكان يُشرف عليهم في أثناء المدّة ، ويذكّرهم
سوابقه في الإسلام ، والأحاديث النبوية المتضمّنة للثناء عليه والشهادة له بالجنة
 فيعترفون بها ولا ينكفّون عن قتاله وكان يقول إن رسول الله صل الله عليه وسلم عهد
إليّ عهداً فأنا صابرٌ عليه إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن

وعن أبي سهلة مولى عثمان : قلت لعثمان يوماً قاتل يا أمير المؤمنين قال لا والله لا أقاتلُ
 قد وعدني رسول الله صل الله عليه وسلم أمراً فأنا صابر عليه

واشرف عثمان على الذين حاصروه فقال يا قوم لا تقتلوني فإني والٍ وأخٌ مسلم
 فوالله إن أردتُ إلا الإصلاح ما استطعت ، أصبتُ أو أخطأتُ ، وإنكم إن تقتلوني
لا تصلوا جميعاً أبداً ، ولا تغزوا جميعاً أبداً ولا يقسم فيؤكم بينكم فلما أبَوْا قال اللهم احصهم عدداً
 واقتلهم بداً ، ولا تبق منهم أحداًفقتل الله منهم مَنْ قتل في الفتنة ، وبعث يزيد
 إلى أهل المدينة عشرين ألفاً فأباحوا المدينة ثلاثاً يصنعون ما شاءوا لمداهنتهم



مَقْتَله

وكان مع عثمان رضي الله عنه في الدار نحو ستمائة رجل ، فطلبوا منه الخروج للقتال
 فكره وقال إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاري فقتلوه
 و المصحف بين يديه فوقع شيء من دمه عليه ، وكان ذلك صبيحة عيد الأضحى سنة 35 ه في بيته بالمدينة

ليست هناك تعليقات: