العز بن عبد السلام والمسجد
للدكتور صلاح سلطان
أستاذ الشريعة الآسلامية بكلية دار العلوم
من خلال الدور الكبير الذى لعبه و المنهج الاصلاحى الذى أتبعه العز بن عبد السلام و المنهج الآصلاحى
 الذى أستنبطه العز من النبى صل الله عليه وسلم  عندما وصل المدينة ، ففى أول لحظة وصل فيها
 النبى صل الله عليه وسلم إلى مشارف المدينة
 أن يبدأ مشواره من بيت الله عز وجل ، و أن يستحث عموم المسلمين أن يكونوا عمارا لا زوارا للمساجد ،
 فمن المساجد تنطلق قوافل الآصلاح و التغيير والإحسان و التعمير ، ولذا ذكر المؤرخ احمد تمام " رحمه الله "
 فى ملخاصاته عن الائمة الآعلام فقال :
أتجه العز إلى تدريس و إلقاء الدروس فى مساجد دمشق ، وطبقت شهرته الآفاق و قصده الطلبة من كل مكان ، 
و لما هاجر إلى مصر عمل بالمدرسة الصالحية ، و انصرف إلى إلقاء الدروس فى المساجد ، و التف الناس حوله 
يجدون فيه عالما شجاعا و مدرسا بارعا
و قد ظل مرتبطا بدوره فى المساجد حتى إنه لما عزل نفسه عن القضاء أستمر خطيبا فى المساجد ،
 لأن القضاء يأتى بتولية الحاكم ، أما الدور المسجدى فإن النص فيه مباشرة من الله لعباده أجمعين
كما قام العز بن عبد السلام بالتدريس فى مدارس دمشق ومساجدها ، و بعد هجرته إلى مصر ولاه السلطان التدريس
 فى الصالحية بالقاهرة و كانت مدرسة كبيرة خصصت لتدريس المذاهب الآربعة ، فأسند تدريس المذهب الشافعى للإمام 
العز " رحمه الله " فبقى إلى ان توفى سنة 660 هجرية
مارس العز بن عبد السلام التدريس فى دمشق و مصر وتمسك بهذا التدريس إلى ان مات ، و تخرج على يديه نبغاء
 من خيرة العلماء
اما عن ابرز صفاته كان العز كثير الصدقات ، باسط اليد فيما يملك ، يجود بماله ولو كان قليلا ، طمعا فى الاجر 
و الثواب و إدخار ذلك إلى يوم الدين
و قد حكى قاضى القضاه بدر الدين بن جماعه " رحمه الله " أن الشيخ العز لما كان بدمشق و فى مرة وقع
 غلاء كبير حتى صارت البساتين تباع بالثمن القليل ، فأعطته زوجته مصاغها و قالت : أشتر لنا به بستانا ،
 فأخذ ذلك المصاغ و باعه وتصدق بثمنه فقالت : يا سيدى أشتريت لنا ؟ قال : نعم بستانا فى الجنة ، إنى وجدت الناس 
فى شدة فتصدقت بثمنه ، فقالت له : جزاك الله خيرا
فجدد سيرة اصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم و السلف الصالح ، وايضا كان له دور سياسى عندما تدخل
 العز " رحمه الله "اثناء حرب التتار وبث الهمه فى نفوس الناس ، و ذكرهم بضرورة الجهاد ، و عندما أستشاره
 السلطان قطز بأمر المملكة وحرب التتار قال " رحمه الله " 
( أخرجوا و أنا ضامن لكم على الله النصر )


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق