20‏/04‏/2015

تعريف العقيدة




وعلم العقيدة يمتاز عن بقية العلوم الشرعية بأنه أشرف هذه العلوم، ولا نقول هو من أشرفها، بل نقول:
هو أشرفها، لأن هذا العلم يتعلق بشرف المعلوم وهو (الله - سبحانه وتعالى.) يتعلق بالخالق -تبارك وتعالى-
 بأشرف معلوم، يتعلق بأسمائه -تبارك وتعالى-، ويتعلق بصفاته، وما له من الحقوق على عباده، ولهذا شرف

العلم يكون بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم يتعلق بالخالق -تبارك وتعالى-، يتعلق بالتوحيد، الذي هو أول
واجب على المكلف، وهو آخر واجب، أول واجب يُطلب من العبد إذا أراد الدخول في الإسلام أن يحقق التوحيد
 شهادة طالب العلم: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وآخر واجب كما جاء في صحيح مسلم
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» يعني من رأيتم عليه علامات الاحتضار فذكروه
بالتوحيد، ولهذا جاء في أحاديث صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة».
هذا العلم دعا إليه جميع الأنبياء، فجميع الأنبياء دعوا إلى التوحيد، كما قال -تبارك وتعالى:
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25]
وكما قال -عز وجل: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36]
فكل الأنبياء دعوا إلى عقيدة التوحيد مما يدل على أهميتها، والاختلاف بينهم يكون في الشرائع والأحكام العملية.
كما أن هذا العلم يكون عنه السؤال في القبر، الإنسان في قبره يُسأل: من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟
 يُسأل عن الأصول الثلاثة، وهذه لا شك أنها من ركائز التوحيد، من تحقيق التوحيد، وكلمة التوحيد مما يدل
على أهمية هذا العلم.علم العقيده ، ولهذا من عرف هذه الأصول وفهمها بأدلتها فإنه حري أن يثبت وأن يوفق
 للجواب الصحيح عند السؤال في القبر

العقيدة في اللغة:
من العقد، وهو الربط، والإبرام، والإحكام، والتوثق، والشد بقوة، والتماسك، والمراصة، والإثبات ومنه اليقين والجزم.
والعقد نقيض الحل، ويقال: عقده يعقده عقداً، ومنه عقدة اليمين والنكاح
 قال الله تبارك وتعالى: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ} [المائدة: 89].
والعقيدة: الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده، والعقيدة في الدين ما يقصد به الاعتقاد دون العمل
 كعقيدة وجود الله وبعث الرسل. والجمع: عقائد وخلاصة ما عقد الإنسان عليه قلبه جازماً به، فهو عقيدة
 سواء كان حقاً، أم باطلاً
و(العقيدة) في الاصطلاح:
هي الأمور التي يجب أن يصدق بها القلب، وتطمئن إليها النفس، حتى تكون يقيناً ثابتاً لا يمازجها ريب
ولا يخالطها شك. أي: الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه شك لدى معتقده، ويجب أن يكون مطابقاً للواقع
 لا يقبل شكاً ولا ظنا، فإن لم يصل العلم إلى درجة اليقين الجازم لا يسمى عقيدة. وسمي عقيدة لأن الإنسان 
يعقد عليه قلبه (( الوجيز في عقيدة السلف )) (( الصالح لعبد الحميد الأثري - ص30 ))

موضوعات هذا العلم أنه يتحدث عن:
1- أركان التوحيد يتحدث عن أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات
 والتوحيد، وهو أهم موضوعات علم العقيدة، فمن أهم الموضوعات التي يتناولها هذا العلم: 
بيان مفهوم التوحيد، وأنواع التوحيد.
2- أركان الإسلام الخمسة ، تحقيق الشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع
إليه سبيلاً، أي: ما يتعلق بأصول هذه الأركان.
3- أركان الإيمان الستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وما يتضمنه
كل ركن من هذه الأركان، ولوازم هذه الأركان، ذلك من موضوعات هذا العلم.
4- كل ما يتفرع عن هذه الأصول، من أمور الغيب، ومن أشراط الساعة، ومن أحوال الآخرة، كلها 
من موضوعات هذا العلم.
5- الرد على الفِرق التي ضلت عن هدي الكتاب والسنة، وكذلك الرد على الديانات، وكذلك الرد على المذاهب
الفكرية المعاصرة، كالعلمانية، والليبرالية ونحوها، من المذاهب التي أنتجتها عقول البشر القاصرة.
ولهذا لو كان لديك كتاب في التوحيد، وكتاب فقه، ستجد الفرق الكبير بين موضوعات هذه الكتب
مسميات علم العقيدة
1- يسمى بعلم العقيدة، ولهذا تجد من أهل العلم من سموا كتبهم بهذا الاسم مثل: "العقيدة الطحاوية"
"العقيدة الواسطية" "لمعة الاعتقاد" "أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" فيسمى بالعقيدة لأن العقيدة هي ما
يعقد الإنسان قلبه عليه، بحيث لا يتطرق إليه شك بأي وجه من الوجوه، والعقيدة إذا أطلقت فإننا نعني بها
 العقيدة الصحيحة المأخوذة من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة الصالح، إذا قيل العقيدة الإسلامية فإننا
 نعني بها العقيدة المأخوذة من منبعها الصادق، مأخوذة من الوحي المنزل، من الكتاب والسنة الصحيحة على
فهم سلف الأمة، كما فهمها الصحابة -رضي الله عنهم-، والتابعون لهم بإحسان، وكما عليه أئمة الإسلام وعليه
 أئمة أهل الحديث فهذا مرادنا بالعقيدة الإسلامية إذا أطلق مصطلح العقيدة.
2- يسمى هذا العلم بالسنة، فيقال: فلان من أهل السنة، ضد البدعة، وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: 
«عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدى» أي الطريقة والهدي الذي كان عليه
النبي صلى الله عليه وسلم في العلم، والعمل، والاعتقاد، والمنهج، ونحو ذلك، ولهذا كان هذا المصطلح هو السائد
في القرون الثلاثة الفاضلة، كان يسمى هذا العلم بالسنة، ولهذا تجد من أهل العلم من سموا كتبهم بالسنة
 ككتاب "السنة" للإمام أحمد، "السنة" لعبد الله بن الإمام أحمد، ونحو ذلك.
3- يسمى هذا العلم بالتوحيد، وتسميته بالتوحيد، من باب تسمية الشيء بأهم أنواعه لأن أهم موضوع من
موضوعات علم العقيدة هو التوحيد، ولهذا سمي هذا العلم بالتوحيد من باب تسمية الشيء بأهم أنواعه
 ولهذا لو كان لديك كتابان، كتاب في التوحيد، وكتاب في العقيدة، ما الفرق بينهما؟ يعني مثال:
 ما الفرق بين "العقيدة الطحاوية" ؟ وكتاب "التوحيد" لابن خزيمة؟ أو كتاب "التوحيد" لابن منده؟ 
أو كتاب "التوحيد" في صحيح البخاري؟ أو كتاب "التوحيد" لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب؟
الفرق بين كتب العقيدة وكتب التوحيد
من حيث المضمون فهذه الكتب كلها تتحدث وتتناول مسائل تتعلق بالعقيدة من حيث الإجمال
يعني خصصوا هذه الكتب في أهم موضوع، يعني أن كتب التوحيد تجد أنها تُعنى ببيان حقيقة التوحيد
وأهمية التوحيد، ومفهوم التوحيد، وأنواع التوحيد، فهي متخصصة في أهم موضوع من موضوعات علم العقيدة
 بينما تجد كتب العقيدة فيما شمولية، ولهذا قد تجد أحيانًا في كتب العقائد، الإشارة إلى بعض الفروع الفقهية
 كقولهم: ونرى المسح على الخفين، والصلاة خلف الأمراء، أبراراً كانوا أو فجاراً، فيذكرون هذه الفروع الفقهية
لأجل ذكر ما يميز أهل السنة عن غيرهم، وإلا فهذه الفروع الأصل أنها تبحث في كتب الفقه وذكروها في كتب
العقائد؛ لأنها أصبحت صفات عملية تميز أهل السنة عن غيرهم، ولذلك كتب العقيدة أشمل وأوسع من كتب التوحيد

4- يسمى هذا العلم بالإيمان، ولهذا نجد من أهل العلم من سموا كتبهم بالإيمان كـ"الإيمان" لأبي عبيد القاسي
 بن سلام، "الإيمان" لابن منده، "الإيمان" في صحيح البخاري، ونحوها من الكتب.
وكتب الإيمان أيضاً تُعنى بموضوع خاص، تُعنى بأركان الإيمان، وشُعب الإيمان، ودخول الأعمال في مسمى الإيمان
 وزيادة الإيمان ونقصانه، ولهذا في صحيح البخاري، في أول الصحيح كتاب الإيمان، وفي آخر الصحيح كتاب التوحيد
5- يسمى بالشريعة، أي المنهج والطريق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم ككتاب "الشريعة" للإمام الآجري.
6- يسمى بأصول الدين، أو يقال أصول الديانة، ككتاب الإمام أبي حسن الأشعرى  "الإبانة عن أصول الديانة"
ولهذا عندنا كليات تسمى بكليات أصول الدين، وهي تختلف عن كليات الشريعة التي تُعنى بالجانب الفقهي العملي.
7- يسمى بالفقه الأكبر، ومن ذلك الكتاب المنسوب للإمام أبي حنيفة المسمى بـ"الفقه الأكبر"، 
وهل هناك فقه أصغر؟ نعم
الفقه الأصغر ما يتعلق بالفروع وهو الفقه عند الإطلاق، إذا قيل مادة الفقه، أو كتب الفقه وعليه فإن
قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» أول ما يدخل في هذا الحديث هو
الفقه الأكبر، الذي هو علم العقيدة، وفقه هذا العلم.
هذه مسميات هذا العلم المشهورة عن سلفنا الصالح، وعن علماء الإسلام في القديم والحديث 

























ليست هناك تعليقات: