03‏/01‏/2013

النبى يسأل والقرأن يجيب


الشهر الحرام

لفضيلة الشيخ محمود عاشور عضو مجمع البحوث الإسلامية


كان العرب قبل الإسلام يعظمون الأشهر الحرم
 ويحرمون القتال فيها ولا يستحلون الحروب فيها
 إلى أن ابتدع مبتدعهم النسئ ، فكانوا ينسئون الشهر الحرام
 ( يؤخرونه عن موعده ) حين تعجلهم الحاجه إلى الغزو .

قال بن هشام : بعث رسول الله صل الله عليه وسلم
الصحابى عبدالله بن جحش مع ثمانية رهط من المهاجرين
 ليس فيهم من الأنصار أحد ، وكتب له كتابا وأمره الا ينظر فيه
حتى يسير يومين ثم يقرأالكتاب فيتبع ما فيه
 وكان أصحاب عبد الله بن جحش ، ابو حذيفة بن عتبة وعمرو بن سراقة
وعامر بن ربيعه وسعد بن أبى وقاص وعتبة بن غزوان 
وواقد بن عبدالله وصفوان بن بيضاء .

فلما سار ليلتين فتح الكتاب فإذا فيه : إذا نظرت إلى كتابى
هذا فأمض حتى تنزل نخلة ، بين مكة والطائف ترصد قريشا
وتعلم لنا من أخبارهم فلما قرأه قال : سمعا وطاعه لله ورسوله
 ثم قال لأصحابه قد أمرنا رسول الله صل الله عليه وسلم
أن أمضى إلى نخله أرصد بها قريشا حتى أتيه منهم بخبر
 وقد نهانى أن أستكره أحدا منهم فمن كان منكم يريد الشهادة
ويرغب فيها فلينطلق ومن كره ذلك فليرجع
 أما أنا فماض على أمر رسول الله ، فمضى ومضى معه أصحابه
ولم يتخلف عنه أحدا منهم ، فسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن
فوق الفرع يقال له بحران ، أضل سعد بن أبى وقاص وعتبة بن غزوان
 بعيرا لهما كانا يعتقبان فتخلفا فى طلبه ، ومضى عبدالله بن جحش
وبقية أصحابه حتى نزل بنخلة ، فمرت به عير لقريش
تحمل زيتا و إدما وتجارة من تجارة قريش فيها عمرو بن الحضرمى
وعثمان بن عبدالله بن المغيرة . فلما رأهم القوم هابوهم
وقد نزلوا قريبا منهم ، فأشرف لهم عكاشة بن محصن
وكان قد حلق رأسه ، فلما رأوه أمنوا وقالوا : عمار لا بأس عليكم منهم
 وتشاور القوم فيهم وذلك فى أخر يوم من رجب فقال القوم
 والله لئن تركتم القوم هذه الليله ليدخلن الحرم ، فليمتنعن منكم به
 ولئن قتلتموهم لتقتلنهم فى الشهر الحرام ، فتردد القوم وهابوا الإقدام عليهم
 ثم شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم
 وأخذ ما معهم فرمى واقد بن عبدالله التميمى عمرو بن الحصرمى بسهم فقتله
 وأستأسر عثمان بن عبدالله والحكم بن كيسان ، وأفلت القوم
 نوفل بن عبدالله فأعجزهم ، وأقبل عبدالله بن جحش وأصحابه بالعير
وبالأسيرين حتى قدموا على رسول الله المدينة فقال لهم :
 ( ما أمرتكم بقتال فى الشهر الحرام )
 فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا
فلما قال ذلك رسول الله أسقطت فى أيدى القوم وظنوا أنهم قد هلكوا
وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا
 وقالت قريش : قد أستحل محمد و أصحابه الشهر الحرام
وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا فيه الرجال
 فلما أكثر الناس فى ذلك
 أنزل الله تعالى على رسوله صل الله عليه وسلم


( سورة البقرة : اية 217 )





ليست هناك تعليقات: