22‏/02‏/2012

بدع و منكرات عند القبور





              لفضيلة الشيخ مبروك عطية

مقدمة

          البدعة : اسم مشتق من الابتداع ، و تستعمل فيما هو نقص فى الدين ، أو زيادة فيه
            وقال صاحب القاموس البدعة : الحدث فى الدين بعد الإكمال ، أو ما أستحدث بعد النبى صل الله عليه وسلم
         من الآهواء والآعمال

         و البدعة : الحدث المكروه فى الدين الذى يصادم الشريعه بالمخالفة ، فهى  عبارة عن فعل ما لم يكن و توجب
         التعاطى عليها بزيادة او نقصان
            و أما السنة فى اللغة الطريق و المتبعون لآثار النبى صل الله عليه و سلم و أثار أصحابه 
هم اهل السنة لانهم على  الطريق  التى لم يحدث فيها حادث

   فى القرأن الكريم ( و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )
      
    و فقنا الله تعالى إلى اتباع سنة نبيه صل الله عليه و سلم ، و البدع و المنكرات التى تفعل عند القبور و غيرها

     اللهم أهدنا إلى الحق و أرزقنا اتباعه ـ إنك نعم المولى و نعم النصير


 1 ـ التحذير من فتنة القبور

   كثير من الناس فى هذا الزمان جعلوا بعض قبور الصالحين كالآوثان يصلون عندها و يذبحون و يقبلونها 
و يعطرونها و يصدر منهم أفعال و أقوال لا تليق بأهل الإيمان و ما هى من سنة سيد الآنام صل الله عليه وسلم
     ولا أمر بها أحد من السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين



2 ـ الآستنجاد بالميت

    ومن أعظم ما أوحاه الشيطان إلى الناس الفتنة بالقبور و الاستنجاد بالميت ، حتى أل الآمر إلى أن عبد أصحابها
 من دون الله تعالى ، و عبدت قبورهم و أتخذت أوثانا و بنيت عليها الهياكل و صورت عليها صور أصحابها ثم جعلت
 لتلك الصور أجسادا ثم جعلت أصناما و عبدت مع الله تعالى


   و كان هذا الداء فى قوم نوح عليه السلام ، كما أخبر الله تعالى فى القرأن الكريم
    ( قال نوح رب عصونى و أتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ، ومكروا مكرا كبارا
 و قالوا لا تذرن الهتكم و لا تذرن ودا ولا سواعا و لا يغوث و يعوق و نسرا ) 
( نوح 21 ـ 23 )

  و قال محمد بن قيس : إن يغوث و يعوق و نسرا كانوا قوما صالحين من بنى أدم ، و كان لهم أتباع يقتدون
    بهم فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم ، لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم
  فصوروهم فلما ماتوا و جاء أخرون دب اليهم ابليس فقال : إنما كانوا يعبدونهم و بهم يسقون المطر فعبدوهم
      ( تفسير بن كثير 4 / 455 )

       و من اقوال السلف الصالح :كان هؤلاء قوما صالحين فى قوم نوح " عليه السلام " و عندما ماتوا
 عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ، ثم طال عليهم الآمد فعبدوهم ، أن سبب عبادة هؤلاء الصالحين
ود و يغوث و يعوق و نسر كان بسبب تعظيم قبورهم فيجب على كل مسلم ان يحذر فتنة القبور
ويتذكر سنة النبى صل الله عليه و سلم


 3 ـ الصلاة عند القبور


      قال رسول الله صل الله عليه وسلم :

     ( الآرض كلها مسجد إلا المقبرة و الحمام )
       [ أخرجهاحمد فى المسند 3 / 83 . 96  و أبو داود فى سننه كتاب الصلاة 24 ]
 [ و ابن ماجة فى سننه المساجد ]

      و قال صل الله عليه و سلم :
     ( لعن الله اليهود و النصارى أتخذوا قبور انبيائهم مساجد )
      [ اخرجه البخارى كتاب الصلاة 48 و الجنائز 96 ]

     و قال صل الله عليه وسلم :
     من شرار الناس من تدركهم الساعه و هم أحياء ، و الذين يتخذون القبور مساجد )
     [ اخرجه البخارى فى صحيحه كتاب الصلاة باب 48 و مسلم كتاب المساجد حديث 19 ، 23]

     و قال صل الله عليه وسلم :
     ( تجلسوا على القبور و لا تصلوا إليها )
     [ اخرجه أحمد 4/ 135 فى المسند]

     و عن ابن عباس " رضى الله عنهما " قال :
      ( لعن رسول الله صل الله عليه وسلم زائرات القبور و المتخذين عليها المساجد و السرج )
      [ اخرجه احمد فى المسند 1/ 229 و ابن ماجة كتاب الجنائز 49]


 4 ـ تقبيل القبور

         من البدع التى انتشرت بين المسلمين  ، تقبيل القبور ووضع الطيب عليها و العطور
        و قد اتفق العلماء على ان من زار قبر النبى صل الله عليه وسلم او قبر غيره من الانبياء و الصالحين
          لا يتمسح به و لا يقبله بل ليس فى الدنيا من الجمادات ما يشرع تقبيله إلا الحجر الآسود

         و قد ثبت فى الصحيحين أن عمر " رضى الله عنه " قال :
         ( و الله غنى لآعلم أنك حجر لا تضر و لا تنفع ، و لولا رأيت 
رسول الله صل الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك )


 5 ـ البناء على القبور

        من المنكرات التى تفعل عند القبور و نهى عنها الرسول صل الله عليه وسلم البناء على القبر

    روى الآمام أحمد و النسائى فى سننه نهى رسول الله صل الله عليه وسلم  أن يبنى على القبر

    و فى الصحيحين عن ابى هريرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :
    ( قاتل الله اليهود و النصلرى متخذوا قبور انبيائهم مساجد )
     [ اخرجه البخارى كتاب الصلاة بلب الصلاة فى البيعة]



 6ـ الجلوس على القبر

    فقد روى النسائى عن النبى صل الله عليه وسلم 
    ( لا تقعدوا على القبور )
   [ اخرجه النسائى فى سننه كتاب الجنائز باب التشديد فى الجلوس على القبور 105]

    و فى صحيح مسلم :
    ( لآن يجلس احدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر )
      [ اخرجه مسلم فى صحيحه كتاب الجنائز حديث 971]


7 ـ  النذر للقبور

      ثبت فى الصحيح عن النبى صل الله عليه وسلم أنه قال :
       ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ، و من نذر أن يعصى الله فلا يعصه )
       [ اخرجه احمد فى مستده 6 /36 ]


 8 ـ اتخاذ القبور عيدا

     روى ابو داود عن ابى هريرة قال :
        قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
      ( لا تتخذوا قبرى عيدا و لا تجعلوا بيوتكم قبورا و حيثما كنتم فصلوا على فإن صلاتكم تبلغنى)
           [ اخرجه احمد فى المسند 2 /367 ]


 9 ـ قضاء الحاجة على القبر

       يحرم قضاء الحاجة من تغوط أو تبول على القبر لقول رسول الله صل الله عليه و سلم
        ( لان يجلس احدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص الى جلده خير له من ان يجلس على قبر )
             [ اخرجه مسلم فى صحيحه كتاب الجنائز حديث 971]


 10 ـ النوم على القبور

          يكره النوم على القبر و عندالحانيفية النوم على القبر مكروه تنزيها 
و اجاز المالكية النوم على القبرو قد ذهب علماء الامة على ان النوم على القبور مكروه
الا عند الضرورة فان الضرورة تبيح المحظورات


11 ــ المشى على القبور

        يكره المشى على القبور الا لضرورة كما اذا لم يصل قبر ميته الا بذلك و المشى على القبور 
من البدع و المنكرات التى تفعل عند القبور ، و ذهب علماء الامة الى كراهية المشى على القبور


12  ـ صنع القباب للقبور

         روى مسلم فى صحيحه عن ابى الهياج الاسدى قال على بن ابى طالب " رضى الله عنه ":
       ( الا ابعثك على ما بعثتى عليه رسول الله صل الله عليه وسلم ا لا تدع تمثالا إلا طمسته و لا قبرا مشرفا الا سويته )
        [ اخرجه مسلم فى صحيحه كتاب الجنائز حديث 969]
    و فى صحيح مسلم ايضا عن ثمامة بن شفى قال :
    ( كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم برودس فتوفى صاحب لنا فأمر فضالة بقبره فسوى ثم قال :
      سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يأمر بتسويتها )
     [ اخرجه مسلم فى صحيحه كتاب الجنائز حديث 968]


  13 ـ نبش القبور

     يحرم نبش القبور مادام يظن بقاء شئ من عظام الميت فيه  ، و يستثنى من ذلك أمور منها :
 ان يكون الميت  كفن مغصوب و ابى صاحبه ان ياخذ القيمة ، ومنها ان يكون قد دفن فى
 ارض مغصوبة و لم يرض مالكها ببقائه


 14 ـ وضع الاحجار على القبور

      روى الامام احمد عن النبى صل الله عليه وسلم قال :
    ( لا تجعلن فى قبرى خشبة و لا حجرا)
     [ اخرجه احمد فى مسنده 4 / 199]


15 ـ إضاءة القبور

     عن ابن عباس قال :
      ( لعن رسول الله صل الله عليه وسلم زائرات القبور و المتخذين عليها المساجد و السرج )

      اورد النسائى فى سننه بابا فى التغليظ فى اتخاذ السرج على القبور ،
 و نهى النبى صل الله عليه وسلم  عن إيقاد السرج عليها


  16 ـ السفر لزيارة القبور

   قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
   ( لا تشد الرحال الا لثلاثة مساجد : المسجد الحرام و المسجد الآقصى و مسجدى هذا )
       [ أخرجه ابو نعيم فى الحلية 9 / 308]



17 ـ الذبح عند القبر

       روى أبو داود فى باب كراهية الذبح عند القبر :
        ( عن انس بن مالك قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : لا عقر فى الإسلام )
           [ اخرجه ابو داود حديث رقم 3222] 


18 ـ طلب قضاء الحوائج من الموتى


       قال ابن تميمة : الآمور المبتدعة عند القبور مراتب


 المرتبة الآولى :

        أبعدها عن الشرع : أن يسأل الميت حاجته و يستغيث به فيها ، وهؤلاء من جنس عباد الآصنام
        
المرتبة الثانية :

           أن يسأل الله عز وجل به و هذا يفعله الكثير من المتأخرين و هو بدعه بأتفاق المسلمين

المرتبة الثالثة :

      أن يسأله نفسه


المرتبة الرابعه :

       ان يظن ان الدعاء عند قبره مستجاب فيقصد زيارته و الصلاة عنده لآجل طلب حوائجه

       قال الله تعالى :
          { أن يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو و ان يردك بخير فلا راد لفضله}


 19 ـ الكتابة على القبور

   من البدع و المنكرات التى انتشرت عند القبور فى اغلب البلدان الإسلامية
     الكتابة على القبور مثل كتابة بعض الايات القرانية

   فى حديث رواه ابن ماجة :
   ( نهى رسول الله صل الله عليه وسلم ان يكتب على القبور شيئا )
      [ اخرجه ابو داود 3226]


        

ليست هناك تعليقات: