سماع القرأن
من دروس فضيلة الشيخ
محمد حسان
عن عبد الله بن مسعود " رضى الله عنه " قال :
( قال لى رسول الله صل الله عليه و سلم : أقرأ على القرأن ، قلت : أقرأ عليك و عليك انزل ؟
قال : إنى أحب أن أسمعه من غيرى )
و فى رواية ( فقرأت سورة النساء حتى أتيت على هذه الآية " فكيف أذا جئنا من كل أمة بشهيد
و جئنا بك على هؤلاء شهيدا " فقال : " حسبك الآن " فألتفت إليه فأذا عيناه تذرفان
و معجزة محمد صل الله عليه و سلم
العظمى الباقية المستمرة التى أختص بها دون غيره ، الذى تكفل الله بحفظه
فقال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون )
و هو الكتاب الذى تحدى الله الانس و الجن أن يأتوا بسورة من مثله
الكتاب الذى يشفى من الآمراض القلبية و البدنية كما أخبر الله تعالى عنه
( ( و ننزل من القرأن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين ولا يزيد المسلمين الا خسارا )
فالقرأن يشفى ما فى القلوب من شرك و نفاق و شك و زيف ، و هو أيضا رحمة يحصل فيها الآيمان
و الحكمة و طلب الخير و الرغبة فيه ، و ليس هذا الا لمن أمن به و صدقه و أتبعه فإنه يكون شفاء فى حقة
ورحمة وإذا سمعه انتفع به و حفظه ووعاه ، و أما الكافر الظالم نفسه بذلك فلا يزيده سماعه القرأن إلا بعدا
او كفراولا ينتفع به أو يحفظه أو يعيه
و هو الكتاب الذى يجعل من تعلمه و علمه من خير الناس كما قال النبى صل الله عليه وسلم :
( خيركم من تعلم القرأن و علمه )
و فضائل القرأن كثيرة جدا و أجر من حفظه و قرأه و تدبره و سمعه و بكى له عظيم جدا لا يحصيه الا الله تعالى
و يبقى السؤال : ما هى الضوابط من أجل حفظ القرأن و تلاوته و سماعه ؟
و الآجابة : أنه لا بد من فهم اصل الكلام و عظمته و علوه و فضل الله سبحانه و تعالى و لطفه بخلقه
فى إيصال معانى كلامه الى افهام خلقه
ــ احضار فى القلب عظمة المتكلم و أن هذا الكلام ليس من كلام البشر و أن فى تلاوة كلام الله تعالى و سماعه
أجرا عظيما ثم تعظيم كلام الله عز وجل
ـــ حضور القلب و ترك حديث النفس ، فأن المعظم للكلام الذى يتلوه أو يسمعه يستبشر به
و يستأنس و لا يفضل عنه
ــ التدبر فالمقصود من قرأة القرأن و سماعه التفكر بالكلام
ـــ التفهم : و هو أن يستوضح من كل أية ما يليق بها
ــــ التخلى عن موانع الفهم : و من ذلك الآصرار على ذنب أو الآتصاف بالكبر
أو الآبتلاء بهوى فى الدنيا مطاع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق