قال مالك بن دينار و كان عالما زاهدا لا يأكل إلا من كسبه
دخلت على جار لى يتعذب و هو يحتضر و يقول " جبلين من نار .. جبلين من نار " فقال مالك ما تقول ؟
قال الجار : كان لى مكيالان كنت أكيل بأحدهما و أكتال بالأخر فجعلت أضرب أحدهما بالأخر فجعلت أضرب أحدهما
بالأخر فجعلت أضرب أحدهما بالأخر و كلما ضربت أحدهما بالأخر أزداد الأمر شدة حتى مرضت هذا المرض الخطير
ثم مات فى مرضه
و قال بعضهم : دخلت على مريض و قد نزل به الموت فجعلت ألقنه الشهادة و لسانه لا ينطق بها فلما أفاق قلت له :
يا أخى مالى ألقنك الشهادة ولسانك لا ينطق بها ؟ قال : لسان الميزان على لسانى يمنعنى من النطق بها فقلت له :
بالله أكنت تزن ناقصا ؟
قال : لا والله و لكن ما كنت أقف مدة لأختبر ميزانى ، فهذا حال من لا يعتبر صحة ميزانه فكيف حال من يزن ناقصا !؟
و كان السلف الصالح يعدون الامانة فى البيع و الشراء من أفضل العبادات لدرجة أن الفضيل نظر إلى أبنه و هو يغسل
بضاعة قبل وزنها
حتى لا يزيد وزنها على المشترى فقال له : فعلك هذا أفضل من حجتين و عشرين عمره
و كان النبى صل الله عليه وسلم قد خشى ظهور نقص المكيال و الميزان فى هذه الأمة لأن ظهوره من أسباب الدمار
الأقتصادى و حلول الظلم فقال :
(( من ينقصوا الميزان يؤخذوا بالسنين و شدة المؤنة و جور السلطان عليهم ، فأعتبروا أيها الناس فإن الجزاء
من جنس العمل ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق