( الفرقان من 27 ـ 29 )
من كتاب الصحيح المسند
فقد جاء بالكتاب عن أسباب نزول هذه الآية ما أخرجه أبن مردوية عن أبن عباس " رضى الله عنهما "
أن أبا معيط كان يجلس مع النبى " صل الله عليه وسلم " بمكة لا يؤذيه
و كان رجلا حليما ، وكان بقية قريش إذا جلسوا معه أذوه
وكان لآبى معيط خليل غائب عنه بالشام فقالت قريش :
صبأ أبو معيط " أى أسلم " و قدم خليله من الشام ليلا
فقال لآمرأته : ما فعل محمد مما كان عليه ؟ فقالت :
أشد مما كان أمرا قال : ما فعل خليلى أبو معيط ؟
فقالت : صبأ فبات بليلة سؤ
فلما أصبح أتاه أبو معيط فحياه فلم يرد عليه التحية
فقال : ما لك لا ترد على تحيتى ؟ فقال : كيف أرد عليك تحيتك و قد صبوت ؟ فقال : أو قد فعلتها قريش ، قال : نعم قال : فما يبرى صدورهم إن أنا فعلت ؟ قال : تأتيه
فى مجلسه وتبزق فى وجهه و تشتمه بأخبث ما تعلنه
من الشتم ، ففعل فلم يرد النبى " صل الله عليه وسلم " أن مسح على وجهه من البزاق ثم ألتفت النبى " صل الله عليه وسلم " إليه فقال :
إن وجدتك خارجا من جبال مكة أضرب عنقك صبرا
فلما كان يوم بدر و خرج أصحابه أبى أن يخرج ، فقال
له أصحابه : أخرج معنا ، فقال : قد وعدنى هذا الرجل إن
وجدنى خارجا من جبال مكة أن يضرب عنقى صبرا
فقالوا : لك جمل أحمرلا يدركه ، فإن كانت الهزيمة طرت
عليه فخرج معهم فلما هزم الله المشركين و حل به جملة فى جدد من الآرض فأخذه النبى " صل الله عليه وسلم " أسيرا فى
سبعين من قريش ، وقدم إليه أبو معيط فقال : تقتلنى
من بين هؤلاء ؟ قال : نعم بما بزقت فى وجهى
فأنزل الله تعالى فى أبى معيط
( و يوم يعض الظالم على يديه ) إلى قوله ( وكان الشيطان للآنسان خذولا )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق