فتح مكه
للدكتور / محمد الدسوقى
أستاذ الشريعه الآسلامية
كان فتح مكة فى شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة وكان هذا اليوم قمة الآنتصار لدعوة الحق ، ففيه زالت دولة الشرك و الطغيان ، وتم تطهير البيت الحرام من الآوثان
و الآصنام التى كان يعبدها كفارقري ، ودخل الناس فى دين الله أفواجا"
أن يوم فتح مكة لا يمثل عدوانا من المسلمين على أهل مكة ، لآن قريش نقضوا ما عاهدوا عليه الرسول " صل الله عليه وسلم " فى صلح الحديبية ، وذلك عندما قامت قريش و حلفاؤها
من بنى بكر بمحاربة خزاعة و هى مع المسلمين فى حلف واحد ، و قاتلوهم فأصابوا منهم رجالا و انحازت خزاعة إلى الحرم و لم تكن متأهبة للحرب فتبعهم بنو بكر يقتلونهم
و قريش تمدهم بالسلاح ، و أخبرت خزاعة ما حل بها للرسول " صل الله عليه وسلم " و ما قامت به قريش من نقض العهد وتحالفها مع بنى بكر ، فأمر الرسول " صل الله عليه وسلم " بالآستعداد للجهاد و سار جيش المسلمين الذى يضم عشرة الاف مقاتل نحو مكة ودخلوها دون مقاومة من أهلها ، و طاف الرسول " صل الله عليه وسلم " حول الكعبة و ألتف الناس حوله ، وخطب الرسول " صل الله عليه وسلم " فى هذه الجموع و هو يقف على باب الكعبة قائلا :
(( يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية
و تفاخرها بالآباء ، فالناس جميعا لآدم وأدم من تراب ، ثم تلا قول الله تعالى :
( الحجرات 13 )
ثم قال : (( يا معشر قريش ما ترون إنى فاعل بكم ؟ قالوا : خير أخ كريم و إبن أخ كريم ، قال : إذهبوا فأنتم الطلقاء ))
فكان الرسول " صل الله عليه وسلم " رحيما فى تعامله معهم ، وما عرف الآنتقام سبيلا إلى فؤاده ، و ما جازى مسيئا بإساءته ، بل كان حريصا كل الحرص على أن يخرج قومه من الظلمات إلى النور ، و صدق الله العظيم إذ يقول :
" التوبة 128 "
و كان هذا اليوم من أعظم الآيام فى حياة الرسول
" صل الله عليه وسلم " لآنه تذكر خروجه من مكة يوم قال مقولته الشهيرة :
(( إنك لآحب بلادالله إلى قلبى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت ))
و أصبحت تلك المقولة عنوانا" لحب الآوطان و الحنين لها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق