القسم فى هذة السورة الكريمة يتضمن مشهدا كونيا و حقيقة إيمانية ، يقسم بالسماء و نجومها الثاقبة للظلام ، النافذة من الحجاب الذى يستر الآشياء
فكما يطرق النقم الثاقب حجاب الليل الساتر ، فأن كل نفس عليها حافظ يراقبها . و يكشف سترها ، و يحصى عليها
و يحفظ عنها
و هو موكل بها بأمر من الله .
فالناس ليسوا مطلقين فى الآرض بلا حارس ، ولا متروكين يفعلون كيف شاءوا بلا رقيب ، إنما هو الآحصاء الدقيق المباشر ، و الحساب المبنى عليه ، أن صنعة الله متناسقة
فى الآنفس و فى الآفاق .
القسم فى هذه السورة الكريمة و هو " الشفع و الوتر "
فكما تنطلق روح الصلاة و العبادة فى ذلك الجو المأنوس الحبيب ، جو الفجر و الليالى العشر ، و ما أفضل الصلاة ، يقسم بالشفع و الوتر وهو الركعات الثلاث التى يختم بها المؤمن عبادة يومه ، يقسم بهم المولى عز وجل ، وهذا المعنى هو أنسب المعانى فى هذا الجو ، حيث تلتقى روح العبادة الخاشعة ، بروح الوجود الساجية ، و حيث تتجاوب الآرواح العابدة مع أرواح الليالى المختارة و روح الفجر الوضيئة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق