الإحسان فى الإسلام
للدكتور ـ عبد الفتاح إدريس " أستاذ الفقه المقارن "
من الآخلاق التى دعا إليها الإسلام مقابلة السيئة بالحسنة ، و عدم مقابلتها بالسيئة ، بحسبان ذلك مفضيا إلى حب المسئ إلى من أساء إليه ، و نازعا البغضاء من النفوس
لقد أوذى رسول الله " صل الله عليه وسلم " من مشركى قريش بكثير من صنوف الآذى ، فلما أمكنه الله منهم فى فتح مكة
قال لهم : " ما ترون أنى صانع بكم ؟ "
قالوا : " خيرا أخ كريم و أبن أخ كريم "
قال : " أذهبوا فأنتم الطلقاء "
و فى رواية أخرى أنه قال لهم : " فإنى أقول كما قال أخى يوسف : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو أرحم الراحمين "
و مع أن مشركى قريش تأمروا على قتله قبل بدر ، و أخرجوه ومن أمن من
ديارهم ، و أستولوا على بيوتهم و أموالهم ، و قاتلوا المسلمين فى بدر ، و كانوا على قتاله أحرص من ترك القتال ، إلا أنه مال إلى رأى أبى بكر فى شأن أسراهم فى بدر ، فأطلق سراحهم فى مقابل فدية ، ومن لم يتمكن فى بذلها لضيق ذات يده أطلق سراحه بدون فداء
و لم يقابل إساءة أهل الطائف له بمثلها حين دعاهم إلى الآسلام فلم يستجيبوا له و أغروا به سفهاءهم و عبيدهم وصبيانهم فحصبوه بالحجارة حتى أدموا قدمه فلما كلمه ملك الجبال فى أمر إهلاكهم إن شاء
قال : " أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق