مسألة
لبس بعض الملابس التي تكون من جلود السباع، مثل لبس فراء نمر أو يستخدم ما يسمى
بجلد تمساح
أو نحو ذلك من مثل هذه الأشكال التي هي في حقيقة الأمر من السباع التي
لا يجوز أكلها
(غير مأكولة اللحم)، وبناء عليه هل يجوز عندئذ استعمال جلدها
فيطهر، أم لا؟
ذكرنا
أن أكثر أهل العلم أو عامتهم على أنه لا يطهر جلدها ما دامت غير مأكولة اللحم
ولو دبغت بل جاء ما يؤكد هذا، وهو نهي النبي صلى الله
عليه وسلم عن جلود السباع
لأنها من فعل المجوس كما في حديث المقداد بن
معدي كرب، وفي حديث معاوية بن أبي سفيان.
ما حكم استخدام ملاعق الفضة
أو الذهب المطلية ؟
( ليس الكلام هنا عن ما كان لونه لون ذهب أو فضة، لكن نقصد ما كان
مطليا بذهب أو فضة طلاء حقيقيا).
بناء
على ما تقدم فإن استعمال ملاعق الفضة أو الذهب محرم،
وهذا للأسف موجود في كثير من المطاعم التي يعدونها راقية،وليس الرقي بمخالفة
الشريعة بل هذا انحطاط، ولذلك لا يجوز استخدام هذه الملاعق .
وننبه أنه في مثل تلك الحالات يجب اجتناب تلك الملاعق وطلب ملاعق من نحاس أو حديد أو
بلاستيك.
وأيضًا مثل في بعض البلدان يستخدمون الأباريق من
فضة، وهذا أيضًا محرم ولا يجوز
«لا تأكلوا لا تشربوا
في آنية الذهب والفضة» كما قال النبي صل الله عليه وسلم.
باب الاستنجاء وقضاء الحاجة.
يراد
بالاستنجاء تطهير محل النجاسة من السبيلين
بالماء.
الخلاء وهو
المتصل بالاستنجاء، فيراد به مكان قضاء الحاجة،
والآن يسمى بدورات المياه أو حمامات
وإن كان
مصطلح الحمامات يطلق عند الفقهاء المتقدمين على المغتسل انتقل هذا الاستعمال
الآن إلى أن
يشمل أيضًا قضاء الحاجة.
أما
الاستجمار فالمراد به تطهير محل النجاسة
لاستعمال الحجر (يكون بالحجار ) ويسمونها جمرة،
كما في رمي الجمار في
الحج، وهي أحجار صغيرة. ، وبكليهما تحصل التنقية الشرعية.
قواعد ينبغي أن
نستصحبها
عند
الانتقال من الأدنى إلى الأعلى تقدم اليمين وعكسه كذلك
فمثلا إذا أراد المرء أن
يستنجي فإنما يستنجي باليسار أو الشمال لأنه أدنى.
ما
يتعلق بقوله صل الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»،
مثل الاستنجاء في طرق الناس
«اتقوا اللعانين»،
الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم، وذلك لما يحصل به من ضرر.
ما
يتصل بصوارف الأمر عن الوجوب، وذلك لأننا سنتكلم عن الآداب في هذا الباب
ومع ذلك
سيمر بك أمر فيكون للاستحباب، ويمر بك نهي فيكون للكراهة، فما الذي صرفه كون ذلك
من الآداب، وهذا عندهم يكون على سبيل الإرشاد فيصرف به الأمر عندئذ.
من الآداب المشروعة عند قضاء الحاجة
تقديم الرجل اليسرى عند الدخول كما وردعند
الانتقال من الأعلى إلى الأدنى نقدم الرجل اليسرى
وعند الانتقال من الأدنى إلى
الأعلى نقدم اليمنى. فمن أراد أن
يدخل فإنه ينتقل من الأعلى إلى الأدنى
فيقدم الرجل اليسرى، ومن أراد أن يخرج فيكون
عندئذ بعكسه فيقدم الرجل اليمنى، وهذا بعكس المسجد تماما.
التسمية
عند قضاء الحاجة ونشير إلى أن التسمية عند قضاء الحاجة جاءت في حديث ستر
ما بين عورات
أو أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله
لكن الحديث وهو عند الترمذي لم يصح، بل قال
الترمذي عنه غريب، وإسناده ليس بالقوي
والصحيح ما جاء في الصحيحين، وهو قوله صل الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من الخبث
والخبائث»
الخبث جمع خبيث، والخبائث جمع خبيثة، وفيه استعاذة من ذكران
الجن وإناثهم، وهذا الحقيقة فيه إشارة
إلى أن ينتبه الأمر عند كشف عورته من أن
يلفت نظر الجن، فيقع منه شر، وهذا فيه تعلق بالله جل وعلا في كل الأحوال
لا سيما
في مثل هذه الحال التي يحتاج فيها المرء إلى أن يعتصم بالله سبحانه وتعالى.
من الاداب إذا خرج من الخلاء يقدم رجله اليمنى،
ويقول: «غفرانك»، وذلك لحديث عائشة رضي الله
تعالى عنها
أن النبي صل الله عليه وسلم كان إذا خرج من الخلاء قال: «غفرانك»، والحديث في السنن، وعليه العمل.
ما
مناسبة الدعاء بالمغفرة بعد قضاء الحاجة؟
من
المناسبات التي يذكرها الفقهاء بأن الإنسان لما كان مستثقلا بالأذى فتخفف عنه
بقضاء حاجته
يتذكر ذنوبه التي هي في حقيقة الأمر من أشد الأذى المعنوي الذي
يلاحقه، فيسأل الله جل وعلا أن يخففها
عنه بأن يغفرها له، وهذا في حقيقة الأمر مما
أيضًا يربط فيه الإنسان دوما بربه.
ينبغي ان يكون
للأذكار حضور في قلب المؤمن في حديث التشهد :التحيات لله والصلوات الطيبات
قال
النبي صل الله عليه وسلم: «فإنكم إذا فعلتم ذلك
سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض»
وهذا عظيم جدا، أن تستحضر وأنت
تتلفظ بهذه الأذكار آثارها ومقاصدها الشرعية، ولذلك لا يستوي اثنان
أحدهما لا يرفع
بهذه الأذكار رأسا، ولا يحيط بها كما يقال بأسا، ولا يلفت لمعناها، ولا يتأثر
بمقتضاها
والآخر يقرأها بقلب العين والفكر.
مسألة
:الاستتار بالحائط ونحوه:
ويراد بهذا الاستتار عند دخول
الإنسان إلى الخلاء، بحيث أنه لو كان الإنسان في مكان خال كما لو كان
في البر
ونحوه، فإنه يشرع له أن يستتر بشيء، وقد استتر النبى صل الله عليه وسلم بهدف
يعني بشيء يحول دونه ودون الآخرين.
كما جاء أيضًا
في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام كما رواه أبو داود، كان
إذا أتى الغائط استتر
مكان قضاء
الحاجة استتر بحيث تكون عورة الإنسان غير مكشوفة وكان
النبي صل الله عليه وسلم
أحب ما استتر به لحاجته هدف أو حائش نخل ونحوه،
والمراد بالهدف ما ارتفع من الأرض
والحانش
هو النخل الملفت، والقصد أنه عليه الصلاة
والسلام يريد أن يأمن من انكشاف عورته
وكان أيضًا يبتعد في الفضاء في البرية عند
قضاء حاجته كما في حديث المغيرة في الصحيحين
لما أخذ منه إداء وقال فانطلق حتى
توارى عني حتى قضى حاجته، وهذا أدب نبوي عظيم
ينبغي للمرء أن يحرص عليه، وهو حرص
الإنسان على الستر والحذر من كشف عورته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق