02‏/01‏/2014

مدارس التلاوة




الطبلاوى الصوت الرحيم


ولد القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوى
نائب نقيب القراء وقارئ الجامع الازهر الشريف
فى 14 نوفمبر 1934 فى قرية ميت عقبة مركز إمبابة الجيزة
أيام كانت ميت عقبة قرية صغيرة قريبة جدا من ضفاف نيل مصر الخالد

 كان أهم ما يميز تلك القرية أنذاك كثرة الكتاتيب
والإهتمام بتحفيظ القرأن الكريم بصورة لم نعهدها الأن
 ذهب به والده الحاج محمود رحمه الله إلى كتاب القرية
 ليكون من حفظة كتاب الله عز وجل لأنه أبنه الوحيد
 عرف الطفل محمد محمود الطبلاوى طريقة إلى الكتاب
وهو فى سن الرابعه مستغرقا فى حب القرأن 
حفظا وتجويدا فى العاشرة من عمره .

كانت بداية شاقة وممتعه فى نفس الوقت
 بالنسبة للفتى المحب لكتاب الله عز وجل
 ولم يكن يرضى عنه بديلا ، يقول الشيخ الطبلاوى
وهو يسترجع ذكريات لا تنسى مع كتاب الله عز وجل

 كان والدى يضرع الى السماء داعيا رب العباد
أن يرزقه ولدا ليهبه لحفظ كتابه الكريم وليكون من اهل القران
ورجال الدين واستجاب الخالق القدير لدعاء عبده الفقير إليه
ورزق والدى بمولوده الوحيد ففرح بقدومه فرحه لم تعد لها فرحه
فى حياته كلها لا لانه رزق ولدا فقط وإنما ليشبع رغبته
 الشديدة فى أن يكون له ابن من حفظة القران الكريم
لان والدى كان يوقن ان القران هو التاج الذى يفخر كل مخلوق
ان يتوج به لانه تاج الكرامه فى الدنيا والاخرة .
وهذه النعمة العظيمة التى من الله على بها وقدمها لى
والدى على طبق من نور تجعلنى أدعو الله ليل نهار
أن يجعل هذا العمل الجليل فى ميزان حسنات والدى
يوم القيامه وان يجعل القران الكريم نور يضئ له به
يوم الحساب لآن الدال على الخير كفاعله ووالدى فعل خيرا
عندما اصر وكافح وصبر وقدم لى العون ووفر كل شئ
حتى أتفرغ لحفظ القران الكريم 
 رحم الله والدى رحمه واسعه إنه على كل شئ قدير .

بعد أن حفظ الفتى الموهوب محمد محمود الطبلاوى
القران كاملا بالاحكام لم يتوان لحظة واحدةفى توظيف
موهبته التى أنعم الله بها عليه فلم يترك الكتاب أو ينقطع عنه
 وإنما ظل يتردد عليه بإنتظام والتزام شديد ليراجع القران الكريم

 يقول الشيخ الطبلاوى :
فبدأت قارئا صغيرا غير معروف كأى قارئ
شق طريقه بالنحت فى الصخر وملاطمة أمواج
 الحياة المتقلبة فقرأت الخميس والأربعين والرواتب
والذكرى السنوية وبعض المناسبات البسيطة
كل ذلك فى بداية حياتى القرانية وكنت راضيا
بما يقسمه الله لى من أجر الذى لم يزد على ثلاثة جنيهات
فى السهرة ولما حصلت على خمسة جنيهات
تخيلت أننى بلغت المجد ووصلت الى القمه
 ولأن سيدنا كان خبيرا بالفطرة استطاع
 ان يميز الاصوات بقوله( محمد الطبلاوى صوته رخيم 
فلان صوته اقرع والاخر صوته نحاسى )

وكان دائما يحثنى على الاهتمام بصوتى واولانى رعاية
واهتماما خاصا على غير ما يفعل مع زملائى 
من حيث التحفيظ والمراجعه المستمره .

قرا الشيخ محمد محمود الطبلاوى القران
وانفرد بسهرات كثيرة وهو فى الثانية عشرة من عمره
ودعى لاحياء مأتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة
والعائلات المعروفه بجوار مشاهير مشاهير القراء الإذاعيين
قبل أن يبلغ الخامسة عشر واحتل بينهم مكانة مرموقة
فأشتهر فى الجيزة والقاهره والقليوبية
 وأصبح القارئ المفضل لكثير من العائلات الكبرى
 نظرا لقوة أدائه وقدراته الشابه التى كانت تساعده على
القراءة المتواصلة لمدة زمنية تزيد على الساعتين
دون كلل ولا يظهر عليه الارهاق بالإضافه إلى
إصرار الناس على سماع القراءة شوقا للمزيد من الاستماع
اليه لما تميز به من أداء فريد فرض موهبته على الساحه بقوة
ساعده على ذلك حرصه الشديد على صوته وصحته
مع المواظبة على مجالسة مشاهير القراء والاستماع اليهم
مباشرة عن طريق الاذاعة أمثال ( الشيخ رفعت
 والشيخ سلامة ، والشيخ الصيفىوالبهتيمى
ومصطفى إسماعيل وغيرهم ) من قراء الرعيل الاول للاذاعه

يعد الشيخ الطبلاوى أكثر القراء تقدما للإلتحاق بالإذاعه
كقارئ بها يحسد على صبره الجميل الذى أثبت قيمة ومبدأ
وثقة فى نفس هذا القارئ المتين بكل معانى هذه الكلمة
لم يتسرب اليأس إليه ولم تنل منه أى سهام وجهت اليه
وإنما تقبل كل شئ بنفس راضية مطمئنة
إلى أن كل شئ بقدر وان مشيئة الله فوق مشيئة البشر
و اعتمد قارئا بالإذاعه بإجماع اختبار القراء والمختصين
 بالموسبقى والنغم والانتقال من مقام موسيقى الى
مقام اخر بإمكاناته العاليه وحصل على تقدير الامتياز
ومن الدعوات التى يعتز بها هى الدعوه التى تلقاها
من مستر جون لاتسيس باليونان لتلاوة القران
 امام جموع المسلمين لاول مرة فى تاريخ اليونان

حصل الشيخ الطبلاوى على وسام من لبنان
فى الاحتفال بليلة القدر تقديرا لجهوده فى خدمة القران







ليست هناك تعليقات: