07‏/01‏/2013

الأربعة الاماكن السرية في سورة الكهف


اجتهاد شخصى لطالب  بجامعة الازهر

الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين
 نبينا محمد بن عبد الله الصادق الأمين 
و على اله الطيبين الطاهرين و صحبه اجمعين و بعد

 كثرت في أيامنا هذه تلك النظريات التي تتحدث عن
مكان سد ياجوج و ماجوج و هذا طيب و لكن للأسف ان اكثرها
لا تستند على أدلة قاطعة من الكتاب و السنة و لا يقوم على حجة دامغة
و مقنعة فقمت بدراسة الموضوع و ان وفقت 
فمن الله عز و جل و ان أخطأت فمن نفسي و من الشيطان
عندما نتأمل في سورة الكهف نجد ان في هذا العالم
الذي نعيش فيه اربعة اماكن سرية لا يعلمها الا الله جل شانه
 و من أطلعه الله عز و جل لمن يشاء من عباده 


المكان الاول :
 مجمع البحرين 

 عندما اراد نبي الله موسى عليه الصلاة و السلام
من الله ان يجعله يلتقي ذلك العبد الصالح الذي اعطاه الله 
علما لدني اخبره تبارك و تعالى انه سوف يلتقي
ذلك الرجل في مجمع البحرين و قال له ان علامة ذلك المكان
ان ينسى حوته الذي سيتخذ سبيله في البحر عجبا
 عندها قال كليم الله موسى  عليه السلام لفتاه يوشع بن نون
(  لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين او امضي حقبا )

معناه انه لن يهدأ له بال و سيظل يرتحل من مكان لآخر
حتى يبلغ مجمع البحرين و لو كلفه ذلك ان يظل متنقلا
من مكان لآخر طوال حياته ، دعونا نركز هنا على كلمة( ابلغ )
قال لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين ( ابلغ )
 و كلمة بلغ في لسان العرب تعني : وصل الى مراده و انتهى اليه
و تعني الوصول الى القصد بعد مشقة و علم و اسباب معينة  ( بلغ )
قال عز من قائل (  فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غدائنا )

نلاحظ هنا ان الله تبارك و تعالى قال (  فلما جاوزا )
 اي ان موسى عليه و على نبينا السلام قد جاوز
مكان مجمع البحرين هو و فتاه دون ان يعلم انهما قد مرا
بمجمع البحرين مع العلم ان موسى عليه السلام نبي مرسل 
و كليم الله و من الرسل أولو العزم و مع ذلك لم يفطن
انه قد مر بمجمع البحرين و ليس ذلك انتقاصا من قدر
موسى عليه السلام حاشى نبي الله عن ذلك 

و لكن الله عز و جل يريد ان يبين لنا ان هذا المكان
لم يكن ليبلغه موسى عليه السلام الا بعلم من الله
و سبب يسببه الله لذلك ، نلاحظ أيضا ان غلام موسى
 قال ( ارايت اذ اوينا الى الصخرة فاني نسيت الحوت )

 اي ان موسى عليه السلام لم يجاوز مجمع البحرين
 فقط بل و آوى الى الصخرة التي بمجمع البحرين أيضا
 آوى اي ارتاح و اتكأ عليها سبحان الله
موسى عليه السلام تجاوز مجمع البحرين بل
و ارتاح في مجمع البحرين دون ان يعلم انه المكان
الذي يبحث عنه الا بعلامة الحوت الذي اخبره الله 
بها و بسببها استطاع ان يبلغ مجمع البحرين


 مغرب الشمس

تأتي قصة ذو القرنين في سورة الكهف
 مباشرة بعد قصة موسى عليه السلام و لا محل هنا
 للصدفة يخبر الله عز و جل انه وهب لذي القرنين
من كل شئ سببا نلاحظ هنا كلمة من كل شئ
اي كالحكم و العلم و القوة و كل شئ تماما كما حدث
 لسليمان عليه السلام يقول الله عز وجل على لسان سليمان
(  يا أيها الناس علمنا منطق الطير و أوتينا من كل شئ  )
  من كل شئ 
نلاحظ ان ذي القرنين بعدما أن أتاه الله
من كل شئ سببا انه اتبع الأسباب حتى بلغ مغرب الشمس
 نلاحظ   بلغ  قال جل شانه بلغ نفس الكلمة
 التي كانت في قصة موسى عليه السلام
و ما كان لذي القرنين ان يبلغ مغرب الشمس دون
 ان يعينه الله تعالى على ذلك و يسبب له الأسباب لبلوغ
مكان مغرب الشمس و ليس هذا المكان كالغرب و الشرق
 بل هو مكان مغرب الشمس بعينه تماما
 كمكان مجمع البحرين لا ينبغي لاحد ان يبلغه الا بامر الله تعالى



 مطلع الشمس 

 بعد ان بلغ ذو القرنين مغرب الشمس
 اتبع الأسباب و توجه نحو مطلع الشمس
 نلاحظ ان الله عز و جل لم يقل مشرق الشمس بل قال 
مطلع الشمساي ان هذا المكان هو ذات المكان
 الذي تطلع من الشمس و لم يقل مشرق الشمس دلالة
كون الشمس لا تشرق من ذلك المكان بل تطلع منه
الى العالم اي ان الشمس كائنة هناك لا تغرب عنه
 كونها لا تشرق منه اي ان الشروق يكون قبله غروب
وبما انها لا تشرق من هناك فهي بالقطع لا تغرب عنه
 اي ان تلك المنطقة تعيش نهارا دائما و قال عز و جل
(  وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا )


 بين السدين 

 يخبرنا عز وجل ان ذي القرنين اتبع الأسباب
 فتوجه من مكان مطلع الشمس حتى بلغ بين السدين  بلغ 
 فلما بلغ ما بين السدين وجد ما بين السدين
قوم هؤلاء القوم اخبرو ذي القرنين بان ياجوج و ماجوج
مفسدون في الارض و طلبو منه ان يصنع لهم 
سدا بينهم و بين ياجوج و ماجوج و السؤال هنا 
من كان اكثر علما هل هم هؤلاء القوم 

ام ان ذي القرنين كان اكثر علما منهم ؟


الجواب قطعا ان ذي القرنين كان اكثر علما 
من هؤلاء القوم الذين لا يكادون يفقهون قولا
نلاحظ ان القوم طلبو من ذي القرنين ان يصنع لهم سد

و لكن ذي القرنين قال
 ما أتاني ربي خير فأعينوني بقوة اجعل بينكم و بينهم ردما
 نلاحظ ان ذي القرنين قال انه سيصنع لهم ردما  
و لم يقل سدا و هناك فرق بين السد و الردم
اذ ان السد هو حاجز بين شيئين و الردم
 لا يكون الا لحفرة و هذه الحفرة لم تكن موجودة
 فحفرت و من ثم تردم مرة اخرى 
و تأكيدا لهذا فان الذي لا ينطق عن الهوى

كان قد أسمى سد ياجوج و ماجوج بالردم 
تماما كما اسماه ذو القرنين ، نلاحظ هذا في الحديث


عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش
 ان رسول الله صل الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا يقول
( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب
 فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه 
( وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها )


إذن فما اقامه ذو القرنين هو ردم ما بين اولئك القوم
و بين ياجوج و ماجوج و لكن ذي القرنين كان قد ساوى
 بين الصدفين (  الجبلين ) و صنع سدا يفصل بين القومين 
من هنا نستنتج ان ذي القرنين قد صنع بين القومين شيئا

هو عبارة عن سد و ردم في نفس الوقت اي ان ما صنعه
 هو شئ يقوم بعمل السد و الردم في آن واحد 


الان هناك سؤال اخر ، هل ياجوج و ماجوج 
هم في عالمنا الحالي  ؟ و الجواب هو كالتالي


عن عبدالله بن عمرو عن رسول الله صل الله عليه وسلم

( أن يأجوج ومأجوج من ولد آدم  وأنهم لو أرسلوا
إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم
 ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا )
نلاحظ جملة لو ارسلو الى الناس اي انهم لم يخرجو الى الناس بعد

 نلاحظ أيضا قوله عز و جل
(  وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض  )
 اي ان اختلاط ياجوج و ماجوج مقصورا
في ما بينهم فقط و لا يختلطون باقوام آخرين لأي سبب
كان و من هذه الأسباب المصاهرة و السفر و غيره
بعكس ماهو كائن لكافة الشعوب في عالمنا الحالي
و نلاحظ قوله عز و جل قال تعالى


سورة الانبياء


حتى اذا فتحت (  فتحت ) تعني فتح شئ كان مغلقا
 من قبل كقولك فتحت الزجاجة ثانيا قوله
 فإذا هي شاخصة ابصار اي من هول المفاجأة
ثالثا قوله شاخصة ابصار الذين كفروا و لم يقل الذين امنو
اي ان الكفار جميعهم في ذلك الوقت يتفاجئون
بخروج ياجوج و ماجوج مما يدل انهم ليسو ضمن الشعوب
الكافرة في عالمنا الحالي او ارضنا الحالية
و اضف الى ذلك قول الذين كفروا ياويلنا قد كنا 
في غفلة من هذا اي غفلة عن وجود ياجوج و ماجوج 


سؤال اين هم ياجوج و ماجوج و في اي مكان يعيشون ؟


لو دققنا في كل النصوص الواردة 
في الكتاب و السنة لوجدنا ما يلي
لا يملك قوم ياجوج و ماجوج اي وسيلة لدخول 

عالمنا الحالي الا وسيلة واحدة فقط لا غير
الا و هي الخروج الينا عن طريق سد ذي القرنين

أيها الأخوة سد ذو القرنين هو الطريق الوحيد
 الذي يربط عالمنا بعالم ياجوج و ماجوج اذ انهم
مع عدد كثرتهم الهائل لا يستطيعون الالتفاف حول هذا السد
و ان سارو مئات الكيلومترات و لا يستطيعون السير
و الخروج من الجهة المقابلة و ان عبرو الآلاف من الأميال
 الا عن طريق هذا الردم و لا اتحدث هنا عن بضعة الآف
من البشر بل مليارات انظر الحديث اعلاه الذي فيه
 انه لايموت احدهم الا بعد ان يترك من ذريته الف فصاعدا
و هناك العديد من النصوص الاخرى التي تبين عددهم الهائل

و يكفي هذا الحديث ما رواه البخاري
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
 عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال
( يقول الله تعالى : يا آدم  فيقول لبيك وسعديك
 والخير في يديك . فيقول اخرج بعث النار قال : وما بعث النار ؟
 قال : من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين .
فعنده يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها
 وترى الناس سكارى وما هم بسكارى  ولكن عذاب الله شديد )
 قالوا : وأينا ذلك الواحد ؟ قال : 
( ابشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألف) 
رواه البخاري

اي ان كنا نحن المسلمون عددنا يجاوز المليار
و كان منا واحد و منهم الف فالله درك كم سيكونون هؤلاء
نجانا الله و إياكم من هذا البلاء

 و في الحديث الذي رواه النواس بن سمعان و فيه

 ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه 
إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم


و قد جاء في نفس هذا الحديث ان ياجوج و ماجوج
يشربون بحيرة طبرية حتى يأتي آخرهم و يقول
 كان هنا مرة ماء و نلاحظ ان من هذا الحديث ان بحيرة طبرية
تجف على يدي ياجوج و ماجوج و يخرج الدجال قبلهم
اي انه لا يشترط خروج الدجال بجفاف بحيرة طبرية فهي
كما صح في الحديث لن تجف الا بعد ان يشربها
قوم ياجوج و ماجوج اي ان الدجال يخرج 
و بحيرة طبرية بها ماء و ليس كماهو شائع عكس ذلك


نقطة أخيرة عندما صنع ذوالقرنين الردم او السد
صنعه بين السدين اي انه سد الثغرة التي كانت
 بين السدين اي ان السدين مع السد الذي صنعه ذو القرنين
لم يبقيا سدين كما كانا من قبل بل اصبحا سدا واحدا
 منيعا و السؤال ما هو طول هذان السدان
 ليكونا مانعا لمليارات البشر من الالتفاف حولهما ؟
في اعتقادي ان طول هذان السدان ينبغي ان يكون
على شكل حزام يلف حول الكرة الأرضية باحكام و ان اضعف
نقطة في هذا الحزام ليست الا سد ذو القرنين و لذلك
لا يحاول ياجوج و ماجوج الخروج الا عن طريق هذا السد
( فما اسطاعو ان يظهروه و ما استطاعو له نقبا 
 و انهم لن يستطيعو الخروج الا عن طريقه 
فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء و كان وعد ربي حقا )



هذا و الله اعلم و لا يعلم الحق 

و الصواب الا الله عز وجل و الله اعلم



ليست هناك تعليقات: