عن أبى بكر عن النبى صل الله عليه وسلم قال :
( لا يقل أحدكم أنى قمت رمضان كله أو صمته ، قال :
فلا أدرى أكره التزكية أم لا ؟ فلا بد من غفلة أو رقدة .
فالنهى ليس راجعا الى ذكر رمضان بلا شهر و إنما هو
راجع إلى نسبة الصوم إلى نفسه فيه كله مع أن قبوله
عند الله تعالى فى محل خطر .
قال قتادة وغيره فالله تبارك وتعالى أعلم
أخشى على أمته التزكية فماذا يعنى تزكية النفس ؟
لقد كان النبى صل الله عليه وسلم يكره أن يزكى الأنسان نفسه
وقد نهى الله و رسوله عن تزكية النفس فقال الله تعالى :
( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم :
( لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل الخير منكم )
فقد نهى الله ورسوله عن مدح النفس والثناء عليها
فإن ذلك أبعد من الرياء وأقرب إلى الخشوع
لأن الله تعالى أعلم بمن أخلص العمل وأتقى عقوبة الله
وقد دل الكتاب والسنة على المنع من تزكية نفسه وقال تعالى :
( ولولا فضل الله عليكم )
( النور 21 )
وكان من دعاء النبى عليه الصلاة والسلام
( اللهم أت نفسى تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها )
وكما كان النبى صل الله عليه وسلم
يكره تزكية النفس كان أيضا يكره
تزكية الغير والمبالغة فى مدحه
فقد أثنى رجل على رجل عند النبى
فقال عليه الصلاة و السلام :
( ويلك قطعت عنق صاحبك ، قطعت عنق صاحبك " مرارا " ثم قال :
من كان منكم مادحا أخاه لا محاله فليقل : أحسب فلانا ، والله حسيبه
ولا أزكى على الله أحدا أحسبه كذا وكذا أن كان يعلم ذلك عنه )
أى : فليقل أحسب أن فلانا كذا كقوله أنه ورع ومتق
وزاهد أن كان يحسب ذلك منه ، والله يعلم سره لآنه هو
الذى يجازيه ولا يقل أتيقن ولا أتحقق جازما بذلك ، ولا تزكوا أحدا
عند الله لآنه أعلم به منكم وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
( اذا رايتم المداحين فأحثوا فى وجوههم التراب )

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق