26‏/12‏/2012

سؤال الجنة

 

 للدكتور مبروك عطيه


لا أدرى إن كان هذا الحوار من قبيل الجد أم من قبيل الهزل ، فقد تحاور رجلان
حول الجنة فقال أحدهما : رزقنا الله إياها ، ورد عليه الاخر بقوله :
ولو حتى وضعنا بين الجنة والنار أى على الاعراف المهم يبعدنا 
عن النار وما فيها من ويلات

جميل أن يسأل العبد رب العباد أن يدخله الجنة لكن اى جنة ؟
لقد وجهنا النبى صل الله عليه وسلم أن نسأله الفردوس
أعلى الجنان وأوسطها وخير الامور أواسطها

قد روى البخارى من حديث ابى هريرة
 ان رسول الله صل الله عليه وسلم قال :
( من أنفق زوجين فى سبيل الله نودى من ابواب الجنة :
يا عبدالله هذا خير ، فمن كان من اهل الصلاة دعى من باب الصلاة
 ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد
 ومن كان من اهل الصيام دعى من باب الريان 
ومن كان من أهل الصدقه دعى من باب الصدقة

فقال ابوبكر رضى الله عنه : ( بأبى انت وأمى يارسول الله
 ما على من دعى من تلك الابواب من ضرورة ، فهل يدعى احد 
من تلك الابواب كلها ؟ قال : نعم وارجو ان تكون منهم

قال الصديق السابق بالإيمان والفضل والعطاء
جميل ان يدعى المرء من تلك الابواب ما عليه من ضرورة
وما عليه من بأس ولكن هل يدعى احد من تلك الابواب كلها ؟
وكان جواب المعصوم صل الله عليه وسلم نعم ثم زاد وارجو أن تكون منهم

إن ابا بكر يتطلع إلى أن يدعى من كل ابواب الجنة وهو سلفنا الصالح
 فكيف صرنا نتمنى اى شئ أى شجرة أى ظل ؟ ما هذا التدنى
فى التطلع إلى أجمل مصير هو عند الله جزاء من عطاء حسابا
لا يضيع اجر المحسنين ويرفع درجات من يشاء وهل ترى لهذا التدنى
من اثر فى سلوك المسلم ؟ لا شك انك تراه فى تدنى اعماله وسلوكه
وانه يفعل الخير صدفه ولا يفعله منهجا دائما وصراطا مستقيما يسير عليه
 أما المسلم الدائم على صلاته يقيمها بإتقان من أول الوضوء
والاستعداد لها إلى روحها ، وروح الصلاة ان تنهاه
عن الفحشاء والمنكر  قال تعالى :
( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )
والدائم على الصدقة فى السراء والضراء ، قال عز من قائل
فى صفة المتقين الفائزين بجنة عرضها السموات والارض
( الذين ينفقون فى السراء والضراء )
والدائم على عمل الخير ما استطاع اليه سبيلا لاشك انه
فى رحمة الله عز وجل فى الدنيا والاخره ، فهل يعبث او يمزح
بمثل هذه العبارات التى تدل على استخفافه بثواب الله عز وجل ، والاعتقاد
ان يكون على يقين من وعد ربه ، وقد وعد الله الذين امنوا
وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الانهار 
خالدين فيها ابداويدخلهم ظلا ظليلا ووعد الله حق

فلنسأل الله تعالى واسع جناته 
وفيوضات رحمته وعظيم منه فهو تعالى ذو الفضل العظيم











ليست هناك تعليقات: