الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العبارة الأولى: من أحب قوماً حشر معهم جاء في الأحاديث ما يفيد معناها
ففي الحديث عن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله متى الساعة؟ قال: وما أعددت للساعة؟ قال: حب الله ورسوله، قال:
فإنك مع من أحببت، قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صل الله عليه وسلم:
فإنك مع من أحببت. قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم
وإن لم أعمل بأعمالهم.
وروى البخارى ومسلم أيضا عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
جاء رجل إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف ترى في رجل أحب قوما
ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: المرء مع من أحب.
وقد جاءت هذه العبارة في بعض الروايات التي تكلم فيها فقد قال العجلوني في كشف الخفاء:
من أحب قوما حشر معهم رواه الحاكم في مستدركه جازما به بلا سند، ويشهد له:
المرء مع من أحب، ورواه الطبراني والضياء عن أبي قرصافة بلفظ:
من أحب قوما حشره الله في زمرتهم. اهـ.
وقال الشيخ سامي محمد سلامة في تحقيقه لتفسير ابن كثير: روى الطبراني
في المعجم الكبير 3 ـ 19من طريق زياد عن عزة بنت عياض عن أبي قرصافة مرفوعا بلفظ:
من أحب قوما حشره الله في زمرتهم ـ وفي إسناده من لا يعرف، ورواه الخطيب
في تاريخه 5ـ 196من طريق إسماعيل بن يحيى عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل
عن جابر مرفوعا بلفظ: من أحب قوما على أعمالهم حشر يوم القيامة في زمرتهم
فحوسب بحسابهم وإن لم يعمل أعمالهم ـ وإسماعيل بن يحيى ضعيف. اهـ.
وأما عبارة ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم فلم نعثر عليها فيما اطلعنا عليه.
والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق