ايام خالده ـ الهجره

من كتاب ( ايام فى حياة محمد )

للدكتور /محمد الدسوقى

استاذ الشريعه الاسلاميه ـ جامعة القاهره

ـــــــــــــــ

تعد هجرة الرسول صل الله عليه وسلم من مكه إلى المدينه
من أهم الاحداث الفاصله فى تاريخ الدعوة الاسلامية

فقد كانت نهاية لعهد تعرض فيه المسلمون لالوان مختلفه
من الاضطهاد والاذى وبداية لعهد جديد فى نشر

 دعوة الاسلام ان الهجرة كانت بداية لقيام الدوله الاسلامية
التى قادت البشريه الى حضارة إنسانيه خالدة .

والهجرة بمقدمتها وما استغرقته من زمن فى قطع المسافه
 التى تبلغ نحو ربعمائة وخمسين كيلوا مترا

 أخذت نحو اسبوعين ومن ثم فإطلاق كلمة اليوم على هذا الحدث
ليس إلا تعبيرا عن كل ما يتعلق بالتخطيط لها

 فلم تكن عملا ارتجاليا وإنما منظم أعتمد على سرية الخطه 
التى خرج فيها الرسول صل الله عليه وسلم

وابوبكر رضى الله عنه من مكه وخداع قريش التى فشلت 
فى قتل الرسول صل الله عليه وسلم وهو فى بيته .

فقد كان الرسول صل الله عليه وسلم وصاحبه وهما
فى الغار يعرفان كل ما كان يجرى فى مكه لان

عبدالله بن ابى بكر كان يقضى نهاره فى مكه ثم يتسلل
فى المساء للغار ليخبرهما بما سمع .

وكان ابن فهيره يمضى بالغنم على أثار عبدالله وأسماء 
التى كانت تحمل الطعام والشراب

 إلى الرسول صل الله عليه وسلم والصديق .

وقد كان الرسول صل الله عليه وسلم يدرك حماية الله له 
ومع ذلك أخذ بالاسباب وقام بترتيب

 أمر الهجرة والتخطيط لها فأدى ماوجب عليه فى اتقان 
ما لا قبل له به الى الله عز وجل .

وخير دليل عندما تجمع كفار مكه امام الغار وقال ابوبكر :

يا رسول الله لو نظر احدهم لموضع قدمه لرأنا 
فرد عليه الرسول قائلا :

(  يا ابا بكر ما ظنك فى اثنين الله ثالثهما )

وكان يوم وطئت فيه قدم الرسول صل الله عليه وسلم 
المدينه المنوره يوم عيد وسرور

وقد تبارى الانصار فى الحفاوة بينهم وإخوانهم المهاجرين
 وقد كانت الهجره درسا 

فى انتصار الحق مهما كاد له الباطل .