30‏/04‏/2012

صلح الحديبية


للدكتور محمد الدسوقى
أستاذ الشريعه الإسلامية بجامعة القاهره


يعد يوم الحديبية من الأيام الهامه فى حياة الرسول صل الله عليه وسلم ، فقد كان هذا اليوم فتحا مبينا
 ونصرا مباركا للإسلام والمسلمين
إن النبى صل الله عليه وسلم قد رأى فى المنام انه دخل مكة ، وقد أخبر الرسول أصحابه بما رأى ففرحوا
فرحا بالغا لأن قلوبهم تهفو إلى مكة ، وفى شهر ذى القعدة من العام السادس من الهجرة خرج الرسول صل الله عليه وسلم 
معتمرا لا يريد حربا ومعه ألف وخمسمائة من أصحابه وساق معه الهدى ليعلم الناس أنه خرج زائرا للبيت

وقد فزعت قريش بعد أن عرفت ما يرغب فيه محمد وأصحابه ، وقد بعث الرسول عثمان بن عفان ليخبر
 أهل مكة بأن المسلمين لم يخرجوا للقتال وإنما خرجوا عمارا وزوارا ، وقد تأخرعثمان بن عفان فى العودة من
مهمته وشاع أنه قتل فدعا الرسول للأستعداد للجهاد فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة فى الحديبية ، وبدأت مفاوضات
 انتهت بمعاهدة صلح بين المسلمين وقريش ،وقد تجلت حكمة الرسول فى هذه المعاهده فقد أبى سهيل بن عمرو سفير
 كفار قريش أن يكتب فى صدر الصحيفه  (  بسم الله الرحمن الرحيم ) فقال له الرسول : إكتب بإسمك اللهم
 ثم قال اكتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو ، فقال سهيل : لو صدقناك بذلك ما دفعناك
عما تريد ولكن اكتب اسمك واسم ابيك ، فقال الرسول لعلى بن ابى طالب الذى كان يكتب الصحيفه  إمح يا على فأبى
 على أن يمحو بيده ( رسول الله ) فمحاه الرسول وأمره أن يكتب محمد بن عبدالله ، ثم كتب شروط الصلح
وأهمها أن ينصرف المسلمون هذا العام فإذا كان العام القادم أتى الرسول وأصحابه معتمرين ودخلوا مكة بلا سلاح
 فيقيم بها ثلاثا ويخرج وأن يكون بين الطرفين صلح لمدة عشر سنوات ، وقد كان هذا الصلح نصرا فقد اصبح
 المسلمون بعده قوة أعترفت قريش بها فأبرمت معها المعاهدات ، كما أن الهدنة منحت
 المسلمين فرصة للدعوة إلى الإسلام .

 مدونة اسلاميات

ليست هناك تعليقات: