للدكتور / محمد الدسوقى
استاذ الشريعه الإسلامية جامعة القاهرة
بعد هجرة الرسول صل الله عليه وسلم للمدينة عقد مع اليهود معاهدة سميت بصحيفة المدينة
وقد قررت هذه المعاهدة الحرية الدينية لأهل المدينة
و ان هذه المعاهدة نصت على أن بين المسلمين واليهود تحالفا ضد الشرك وعلى الجميع الوقوف ضد من يحارب
أهل يثرب ، لكن يهود بنى قريظة نقضوا عهدهم مع الرسول صل الله عليه وسلم عندما وجدوا ان قريشا قد جمعت الجموع
وحزبت الاحزاب لاقتحام المدينة ، ولما تأكد الرسول صل الله عليه وسلم من انهم نقضوا العهد وتحالفوا مع الاحزاب أمر
المسلمين بالسير الى بنى قريظة لمعاقبتهم على نكث العهد ، وكان ذلك بعد انتهاء يوم الاحزاب مباشرة ، وقد حاصر المسلمون
ب
نى قريظة خمسا وعشرين ليلة وقذف الله فى قلوبهم الرعب ، وأضطر اليهود تحت وطأة الحصار أن يبعثوا إلى الرسول
صل الله عليه وسلم لينهى الحصار و أنتهى الامر بنزولهم على حكم الرسول وقد انتدب لهم سعد بن معاذ ليقضى فى هؤلاء
الناكثين للعهد ، وجاء حكمه بقتل من بلغ الحلم من الرجال وعقب الرسول صل الله عليه وسلم على الحكم بقوله :
لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات
وكانت هذه العقوبة ضرورية لأنها قضت على أوكار المؤامرة و الطعن من الخلف وكانت درسا للعابثين بالعهود
وبذلك ضعف صوت النفاق وأمن المسلمون من الغدر والكيد ، وفى يوم بنى قريظة نجد أن الرسول صل الله عليه وسلم
حث أصحابه على الاجتهاد وذلك حين امرهم الا يصلوا العصر إلا فى بنى قريظة ، فقد اجتهد بعضهم وصلى العصر فى الطريق والبعض الاخر اجتهد فصلى ليلا فى بنى قريظة وفى هذا دليل على ان كل مجتهد مأجور لان الرسول صل الله عليه وسلم
سوى بين الطائفتين
كما كان فى يوم بنى قريظة دليل واضح على ان اليهود لا يحترمون العهود والمواثيق وهم لهذا لا يرقبون فى مؤمن
إلا ولا ذمة
وصدق الله العظيم إذ يقول :
((
أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون ))
[البقرة ــ 100]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق