للدكتورة خديجة النبراوى
تعظم الذنوب حتى يظن الإنسان ألاتوبة منها ، وتكثر العلل حتى يزعم السقيم ألا شفاء منها ،
و تشتد الجريمة حتى يظن الجانى ألا خلاص منها ، لكن فضل الله الواسع و دينه السمح ورسالته الحانية
و كتابه الجامع المانع يأبى على المؤمن أن يقنط من رحمة الله حتى ولو قتل مائة نفس
فيقول الله عز وجل :-
( قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم )
[ سورة الزمر]
فى عصرن الحاضر ، حيث قتل تسعا وتسعين نفسا و طلب التوبة فسأل عنها كما أشير إليه أعلم أهل الآرض و لكنه
صدمة بألا توبة له ولا مغفرة و لشدة يأسه من رحمة ربه أكمل المائة بقتل العالم الذى أيأسه من رحمة الله
يروى أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه فيقول :
لا أحدثكم إلا ما سمعت من رسول الله صل الله عليه وسلم سمعته أذناى ودعاه قلبى :
أن عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا فعرضت له التوبة فسأل عن أعلم أهل الآرض فدل على رجل بهذه الصفة فأتاه
فقال : إنى قتلت تسعا وتسعين نفسا فهل لى من توبة ؟ فقال له العالم غير الواثق متعجبا : بعد تسعة وتسعين نفسا ؟
و هنا تملكه اليأس فأنتضى سيفه فقتله به فأكمل به المائة ، عاودت القاتل فكرة التوبة فعمد إلى فكرة البحث عن أعلم
أهل الارض فدل عليه فأتاه فقال : إنى قتلت مائة نفس فهل من توبة ؟ قال العالم :
و من يحول بينك و بينها ؟! أخرج من هذه القرية الخبيثة التى أنت فيها وكانت تسمى " كفرة " إلى القرية الصالحة
و كانت تسمى " نصرة " فأعبد ربك فيها
خرج التأب إلى القرية الصالحة فعرض له أجله فى الطريق حيث ألتقى به ملك الموت قبل أن يصل إلى القرية الصالحة
و هنا أختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فلم ينم إبليس عن دوره فأختصم ملائكة و قال : أنا أولى به فإنه لم يعض سائمة قط ، فدع ملائكة الرحمة بقولهم : إنه خرج تائبا ، ثم بعث الله سبحانه وتعالى ملكا فأختصموا إليه فقال :
إنظروا إلى أى القريتين كان أقرب إليهما فألحقوه بها .... و هنا تجلت قدرة الخالق سبحانه وتعالى فطوى الآرض
وزحزح الجثة حتى قربت من القرية الصالحة فألحقوه بها و باعد بينه و بين القرية الخبيثة فبعد عنها
تشير هذه التوبة ألا يتعرض للفتوى إلا من هو واثق من دينه وعلمه و رسالة نبيه و أن التوبة تصح القتل كما تنفع
مع سائر الذنوب و أن مشروعية التوبة من جميع الكبائر حتى من قتل الآنفس
قال الله تعالى :
( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )
[ سورة النساء 116]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق