08‏/11‏/2011

ماذا بعد الحج للدكتور جمال المراكبى



الحمد لله الذى جعل الحج إلى البيت الحرام تغفر به الذنوب ، وتحط به الخطايا
 و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له ، أكرم من قصد ، و أرحم من ملك
 و أعدل من حكم ، و أشهد أن سيدنا محمدا" عبده و رسوله إلى العرب و العجم .



يقف الحجيج بعرفات ، و قد رفعوا أكف الضراعه ، و ذرفوا دموع الخشية و الإنابة   مستغلين شرف الزمان و المكان ، بالعمل الصالح والآقبال على الله سبحانه وتعالى   راجين ما وعدهم الله به على لسان رسوله " صل الله عليه وسلم " 
{ إن الله يباهى بأهل عرفات أهل السماء ، فيقول لهم ، أنظروا إلى عبادى
 جاءونى شعتا غبرا} ( صحيح الترغيب رقم 2511 )


و قال الرسول " صل الله عليه وسلم " يوم أن وقف بعرفات و قد كادت الشمس أن تؤوب فقال :{ يا بلال أنصت لى الناس ، فقال بلال : أنصتوا إلى رسول الله " صل الله عليه وسلم " فأنصت الناس فقال: " يا معشر الناس أتانى جبرائيل أنفا ، فأقرأنى من ربى السلام وقال : إن الله عز وجل غفر لآهل عرفات ، و أهل المشعر ، وضمن عنهم التبعات ، فقام عمر بن الخطاب " رضى الله عنه " فقال : يا رسول الله ، هذا لنا خاصة ؟ قال : هذا لكم و لمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة ، فقال عمر : كثر خير الله وطاب} ( صحيح الترغيب رقم 1511 )


ما هى إلا بضعة أيام حتى تقوض فى الحج خيامه ، وتنتهى أيامه ، ويولى الحجاج وجوههم شطر أوطانهم


و السؤال الذى يطرح نفسه ماذا بعد الحج ؟ و ماذا بعد أداء هذه الفريضة العظيمة ؟ هل أدت هذه الفريضة أثارها فى حياتنا أو أنها كسحابة صيف أو ومضة برق سرعان ما تزول دون نفع أو أثر ؟


إن من الواجب أن تقوم حياتنا بعد هذه الفريضة على نهج الكتاب و السنة ، و أن ترى أثار العبادات على سلوكنا و حياتنا ، فأن ذلك من مقاييس قبول العمل أو رده ، فإن من علامة قبول الحسنة : الحسنة بعدها ، وإن من الخطأ و قلة البصيرة فى فهم شعائر الإسلام : أن يظن أناس و بئس ما ظنوا ، أن مواسم العبادة مراحل ضيقة يتخفف فيها الإنسان من الذنوب و المعاصى ، فأذا تجاوزها عاد ليواقع غيرها و تنتهى فترة إقباله على الله بأنتهاء العبادة .


إن مواسم الخير تغير كامل و تبدل شامل فى كل جليل و صغير ، من حياة الغفلة عن الله إلى التوبة و الآستقامة و الآنقياد لله 


فيا من أجبتم نداء ربكم ، و رفعتم التلبية إجابة لآمره ، ها هو مولاكم ، جل وعلا ، يناديكم بنداء الإيمان : أن تستقيموا على شرعه و تستجيبوا له و لرسوله  
 و تتقوه حق تقاته ، وتعبدوه حق عبادته فى حياتكم إلى مماتكم .

 ( الآنفال : 24 )

( أل عمران : 102 )

فلبوا ـ عباد الله ـ نداء الرحمن و أستجيبوا لآمره فى كل حياتكم و فى كل شؤنكم .


اللهم نسألك التوفيق لكل خير و المزيد من كل بر ، و أوزعنا اللهم نشكر نعمتك ووفقنا لعمل صالح ترضاه و أدخلنا برحمتك فى عبادك الصالحين ( أمين )

ليست هناك تعليقات: