الحمد لله الذى جعل الحج إلى البيت الحرام تغفر به الذنوب ، وتحط به الخطايا
و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له ، أكرم من قصد ، و أرحم من ملك
و أعدل من حكم ، و أشهد أن سيدنا محمدا" عبده و رسوله إلى العرب و العجم .
يقف الحجيج بعرفات ، و قد رفعوا أكف الضراعه ، و ذرفوا دموع الخشية و الإنابة مستغلين شرف الزمان و المكان ، بالعمل الصالح والآقبال على الله سبحانه وتعالى راجين ما وعدهم الله به على لسان رسوله " صل الله عليه وسلم "
{ إن الله يباهى بأهل عرفات أهل السماء ، فيقول لهم ، أنظروا إلى عبادى
جاءونى شعتا غبرا} ( صحيح الترغيب رقم 2511 )
و قال الرسول " صل الله عليه وسلم " يوم أن وقف بعرفات و قد كادت الشمس أن تؤوب فقال :{ يا بلال أنصت لى الناس ، فقال بلال : أنصتوا إلى رسول الله " صل الله عليه وسلم " فأنصت الناس فقال: " يا معشر الناس أتانى جبرائيل أنفا ، فأقرأنى من ربى السلام وقال : إن الله عز وجل غفر لآهل عرفات ، و أهل المشعر ، وضمن عنهم التبعات ، فقام عمر بن الخطاب " رضى الله عنه " فقال : يا رسول الله ، هذا لنا خاصة ؟ قال : هذا لكم و لمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة ، فقال عمر : كثر خير الله وطاب} ( صحيح الترغيب رقم 1511 )
ما هى إلا بضعة أيام حتى تقوض فى الحج خيامه ، وتنتهى أيامه ، ويولى الحجاج وجوههم شطر أوطانهم
و السؤال الذى يطرح نفسه ماذا بعد الحج ؟ و ماذا بعد أداء هذه الفريضة العظيمة ؟ هل أدت هذه الفريضة أثارها فى حياتنا أو أنها كسحابة صيف أو ومضة برق سرعان ما تزول دون نفع أو أثر ؟
إن من الواجب أن تقوم حياتنا بعد هذه الفريضة على نهج الكتاب و السنة ، و أن ترى أثار العبادات على سلوكنا و حياتنا ، فأن ذلك من مقاييس قبول العمل أو رده ، فإن من علامة قبول الحسنة : الحسنة بعدها ، وإن من الخطأ و قلة البصيرة فى فهم شعائر الإسلام : أن يظن أناس و بئس ما ظنوا ، أن مواسم العبادة مراحل ضيقة يتخفف فيها الإنسان من الذنوب و المعاصى ، فأذا تجاوزها عاد ليواقع غيرها و تنتهى فترة إقباله على الله بأنتهاء العبادة .
إن مواسم الخير تغير كامل و تبدل شامل فى كل جليل و صغير ، من حياة الغفلة عن الله إلى التوبة و الآستقامة و الآنقياد لله
فيا من أجبتم نداء ربكم ، و رفعتم التلبية إجابة لآمره ، ها هو مولاكم ، جل وعلا ، يناديكم بنداء الإيمان : أن تستقيموا على شرعه و تستجيبوا له و لرسوله
و تتقوه حق تقاته ، وتعبدوه حق عبادته فى حياتكم إلى مماتكم .
( الآنفال : 24 )
( أل عمران : 102 )
فلبوا ـ عباد الله ـ نداء الرحمن و أستجيبوا لآمره فى كل حياتكم و فى كل شؤنكم .
اللهم نسألك التوفيق لكل خير و المزيد من كل بر ، و أوزعنا اللهم نشكر نعمتك ووفقنا لعمل صالح ترضاه و أدخلنا برحمتك فى عبادك الصالحين ( أمين )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق