من الخطر أن يصل حب المال إلى العبودية له من دون
الله تعالى ... ومن الناس فى هذه الدنيا من يعمل للآخرة فهو من الفائزين ، و منهم من يعمل للدنيا فهو من الخاسرين.
و قد ضرب لنا القرأن الكريم لنا مثلا" رجلين أحدهما مؤمن يريد الآخرة ، و الآخر كافر لا يؤمن بالبعث و لا بالحساب
و أنهما كانا شريكين ، ثم أقتسما المال فصار لكل منهما ثلاثة ألاف دينار ، فأشترى المؤمن منها عبيدا و أعتقهم و ثيابا بألف فكسا بها العراة و طعاما بألف فأطعم الجوعى و بنى مساجد و فعل خيرا ، و أما الكافر فنكح بماله النساء و أشترى دوابا و بقرا فأستنتجها فنمت له نماء مفرطا و اتجر بباقيها فربح و أصبح أغنى أهل زمانه ، ثم أدرك المؤمن الفقر فأراد أن يخدم فى جنة " بستان " ، فذهب لشريكه فسأله
أن يستخدمه فى بعض جناته فأجابه : ألم أكن قاسمتك المال نصفين فما صنعت بمالك ؟ فقال : أشتريت به من الله تعالى ما هو خير و أبقى
فقال : أنك لمن المصدقين " أى بالبعث و النشور "
و ما أظن الساعه قائمه و أصابه الغرور بالدنيا ، ثم أخذ الكافر المؤمن فأدخله جنته يطوف به و يريه عجائبها و كان غافلا يظن أن متاع الدنيا دليل على حب الله للعبد ، و لو كان ذلك لكان أغنى البشر الآنبياء و الرسل ! فقد يكون ذلك الغنى أستدراجا من الله ، و استمر المؤمن فى عظاته له بالمواعظ لعله يفيق من غفوته فقال له : ان أعجبتك جنتك حين تدخلها فأحمد الله على ما أنعم به عليك و لم يعطه لغيرك و قل
ما شاء الله ولا قوة إلا بالله ، و لكن الكافر لم يقلها فأرسل الله على الجنة مطرا" دمر جنته فأصبحت جرداء ، فلما ذهب الكافر فى الصباح ضرب كفا بكف ندما وقت لا ينفع الندم
و كان عاقبة المؤمن الجنة و جزاء الكافر النار ، فقبول نصيحة الصادقين و اجب و الندامة لا تنفع إذا حان القدر .
تفسير فضيلة الشيخ نبيل العوضى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق