01‏/06‏/2015

تفسيرلاإله إلا الله





معنى لا إله إلا الله. 
لا معبود بحق إلا الله
فسرت لا إله إلا الله بأنها تعني نفي العبودية عما سوى الله، وإثبات العبودية لله وحده، وفسرت بتوحيد الألوهية
 ولم تفسر بتوحيد الربوبية.وذلك من عدة جهات
الجهه الأولى أن توحيد الربوبية يقر به الجميع يقر به إبليس ويقر به المشركون ويقر به جميع البشر.
الجهة الثانية أن كلمة إله تختلف عن كلمة رب، لأن الرب من له الخلق والأمر والملك، والإله معناه المعبود
الجهه الثالثة جهة اللغة أن الإله معناه المعبود، لا إله أي لا معبود بحق،وقلنا كلمة حق، لأنه توجد معبودات بالباطل
 بغير حق، فيكون معناها لا معبود بحق إلا الله، لا يستحق العبادة إلا الله، هذا هو معنى كلمة لا إله إلا الله.

ويدل على هذا قول الله تبارك وتعالى عن إمام الموحدين، إمام الحنفاء، خليل الرحمن، أنه قال:
 ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ﴾ [الزخرف: 26]،
هم يعبدون معبودات ﴿إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ* إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾ [الزخرف: 26، 27]،
فهذه الآية اشتملت على النفي والإثبات، النفي فى قوله ﴿براء مما تعبدون﴾، وهذا معنى لا إله.
إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾ ، وهذا هو الإثبات في معنى قوله إلا الله.ففي هذه الآية بيان معنى لا إله إلا الله، ولهذا قال الله عز وجل
 بعدها: ﴿وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ [الزخرف: 28]، هذه الكلمة من العلماء من قال هي لا إله إلا الله، ومنهم من قال

معنى لا إله إلا الله.
والمشركون عبدة الأصنام كانوا يعرفون هذا المعنى لأنهم أهل لغة، ويقرون بالربوبية، ولهذا لما قال لهم النبي صلى الله
 عليه وسلم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، أبوا، وقالوا: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ [ص: 5]،
فكانوا يعرفون هذا المعنى، ولهذا أبوا أن يقولوها، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لعمه وهو على فراش الموت
 قال «يا عم قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله »، كان عنده أبو جهل، وعرف المعنى عرف ما تعني لا إله إلا الله
 فقال له:أترغب عن ملة عبد المطلب فهم أن لا إله إلا الله معناها براءة من ملة عبد المطلب التي هي الشرك، ولهذا أبو جهل
 فقه لا إله إلا الله، ولهذا قال بعض أهل العلم: قبح الله من مشرك الجاهلية أفقه منه بلا إله إلا الله، يعني هذا مشرك ومع ذلك
عرف المعنى، لكن للأسف من ينتسب للإسلام، لا يعرف المعنى.بل يوجد أحيانا ممن ينتسب إلى الإسلام، تسأله ما معنى
لا إله إلا الله، يقول : تعني لا خالق لا رازق لا قادر على الاختراع إلا الله، ليس هذا المعنى، لو كان هذا معناها كان أقر بها
 أبو جهل وأبو طالب وغيره، فهذا التفسير الخاطئ لهذه الكلمة، من جهة اللغة، ومن جهة أدلة الشرع، فلذلك تفسيرها بأنها
تعني لا خالق لا رازق لا محيي لا مميت، تفسير قاصر، ليس هذا المقصود من هذا الكلام. بل المقصود، وإن كان هو صحيح
من وجه، لكنه قاصر وناقص، فتفسيرها الصحيح تفسيرها التام، أنها تعني لا معبود بحق إلا الله، لا يستحق العبادة إلا الله وحده
لا شريك له. ولهذا أبى المشركون أن يقولوا لا إله إلا الله، لأنهم عرفوا ماذا تعني لا إله إلا الله، وعرفوا ماذا يستلزم من قول
لا إله إلا الله، أنك تعبد الله وحده لا شريك له.
ويدل أيضًا على هذا المعنى  كقول الله تبارك وتعالى:
﴿فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا﴾ [البقرة: 256]
 العروة الوثقى هي لا إله إلا الله. يكون الإنسان مستمسك بالعروة الوثقى إذا حقق هذين الشرطين والركنين وهما: النفي
والإثبات﴿فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ﴾ وهذا هو النفي لا إله، ﴿وَيُؤْمِن بِاللَّهِ﴾ هذا هو الإثبات، فلا يكون الإنسان مستمسكا بالعروة
الوثقى حتى يحقق هذين الركنين.

وفي مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم من حديث طارق بن أشيم الأشجعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله »، قال: « حرم دمه وماله وعرضه وحسابه على الله ».
يعني فرق بين أحكام الدنيا وأحكام الآخرة، ففي أحكام الدنيا ما دام أنه أقر بالتوحيد، وكفر بما يعبد من دون الله، فإن التوحيد
 يعصم الدم والمال، وكونه صادق أو ليس بصادق هذا ليس من شأنك، هذا شأنه إلى الله، فأحكام الدنيا تجرى على الظاهر
 وأحكام الآخرة تجرى على الباطن، ولذا قال: « وحسابه على الله ».
وهذه الأدلة والشواهد هي من أعظم ما يبين معنى كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وأنها تعني إفراد الله عز وجل بالعبودية وليس
المراد إفراده بالربوبية فقط كما يفسرها من يفسرها بذلك.
كذلك قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36]
 ﴿ أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ ﴾ هذا الإثبات، ﴿ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ هذا هو النفي اشتملت هذه الآية على معنى كلمة التوحيد، وهذان هما
ركنا لا إله إلا الله. وبهذا أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، وكذلك الآيات التي مرت معنا، فمثلا في دعوة نوح، في دعوة هود
 في دعوة شعيب، كل منهم يقول ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 59]
 هذا هو معنى لا إله إلا الله، كل واحد يقول ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ فكل دعوة الأنبياء تدعو إلى التوحيد
 وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة.
كذلك الآيات السابقة دلت على ركني لا إله إلا الله، والركن هو الجانب الأهم، الذي إذا لم يتحقق انهدم البناء، وانهدم الشيء
فالركن الأول: لا إله، وهو نفي العبودية عما سوى الله.والركن الثانى:إلا الله، وهوالإثبات , إثبات العبودية لله وحده.
أحد هذين الركنين لا يكفي، النفي وحده ليس بتوحيد، والإثبات وحده لا ينفي الشريك، فيتحقق التوحيد بهذين الركنين
 بالنفي والإثبات. كلمة التوحيد لها شروط، لا تنفع إلا إذا توفرت، كما أن الصلاة لها شروط، والزكاة لها شروط، والصوم
له شروط، والحج له شروط، لا يصح إلا إذا توفرت الشروط،فلا تصح الصلاة قبل دخول الوقت وهو شرط من شروط
صحة الصلاة لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد »، فأي عبادة لها شروط
 لا تصح إلا إذا توفرت شروطها، وكذلك كلمة التوحيد، لها شروط ولها مبطلات، كما أن الصلاة لها مبطلات، تبطلها
 وكذلك كلمة التوحيد فلها شروط، بالاستقراء والتتبع أيضًا لنصوص الكتاب والسنة، ذكر أهل العلم بأن هذه الشروط تصل
 إلى سبعة شروط أو ثمانية عند بعضهم.

شروط كلمة التوحيد:

توحيد 2





الشرط الأول : العلم
أن يكون عالما بمعناها، يعرف ماذا تعني لا إله إلا الله، فيقولها وهو يعرف المعنى، وأنا تثبت العبادة لله وتنفيها عما سواه
عز وجل.وضد ذلك الجهل، يقول عز وجل: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول
كما في صحيح مسلم: « من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله »، أما إذا كان يقولها وهو لا يعرف المعنى فلا تنفعه أعجمي
مثلا لا يعرف العربية يسمع الناس يقولون لا إله إلا الله، فيقول لا إله إلا الله، وهو كافر مثلا، لا تنفعه، لا تحكم بإسلامه.لأنه
يردد كلمة سمعها من الناس، و تجد أحيانا بعض الكفار ممن يعيشون ببلاد المسلمين يردد كلمات إسلامية، لا يعرف أن
المسلمين يقولونها تعبدا، قد يأتي ويسلم ويقول الحمد لله، ويردد كلمات، تقول ما شاء الله هذه العبارات، هو يقولها على أن
هذه العبارات يستعملها المسلمون، فهو لا يقولها على سبيل التعبد، وهكذا لو قالها الكافر قال لا إله إلا الله، وهو لا يعرف
المعنى، ولا يقصد التعبد بها، فإنها لا تنفعه، ولهذا ليس كل من قال لا إله إلا الله، نفعته،فالمنافقون يقولونها ومع ذلك فهم
في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، لأنهم لم يحققوا هذه الشروط.
فليس كل من قال لا إله إلا الله تنفعه، حتى تتحقق هذه الشروط، الشرط الأول أن يعرف المعنى، ولهذا ينبغي لمن يدعو الكفار
 إلى الإسلام أول ما ينطق الشهادة أن يبين له المعنى، فإذا نطق الشهادة يبين له يترجم له بلغته معنى هذه الكلمة، وأنها تعني
إثبات العبودية لله وحده لا شريك له، ونفي العبودية عما سوى الله.

الشرط الثاني: اليقين
أن يقول هذه الكلمة على جهة اليقين التام المنافي للشك والريب، لا يكن شاك ولا متردد، واليقين هو كمال العلم، كما قال
عز وجل: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ﴾ [الحجرات: 15]،
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا
دخل الجنة » رواه مسلم.

الشرط الثالث: الإخلاص
إن يقولها خالصا لوجه الله، لا يقولها نفاقا، لا يقولها تزلفا، لا يقولها رياء، بل يقولها خالصا لوجه الله، يرجو ثواب الله
عز وجل. يقول عز وجل: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة: 5]،
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه » رواه البخاري.

الشرط الرابع: المحبة لهذه الكلمة وللوازمها
فيحب هذه الكلمة، ولما دلت عليه، ويُسَّر بذلك، وضد ذلك البغضاء والكراهة، يقول عز وجل:
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ﴾ [البقرة: 165]،
 وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ثلاث من كن فيهن وجد بهن حلاوة الإيمان »،
وذكر أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.

الشرط الخامس :
الصدق المنافي للكذب المانع للنفاق.

الشرط السادس: 
فهو الانقياد لهذه الكلمة وللوازمها، وضده الترك.

الشرط السابع: 
القبول لهذه الكلمة وضده الرد.

من أهل العلم من أضاف شرطا ثامنا: 
وهو: الكفر بما يعبد من دون الله
وهذا شرط احترازي أخذه من الشواهد السابقة




































ليست هناك تعليقات: