15‏/01‏/2014

من صفات المصطفى صل الله عليه وسلم

دموع المصطفى صل الله عليه وسلم
  
يمثل البكاء مشهدا من مشاهد الإنسانية 
عند رسول الله صل الله عليه وسلم
 حين كانت تمر به المواقف المختلفة فتهتز لأجلها مشاعره
 وتفيض منها عيناه ويخفق معها فؤاده الطاهر.

ودموع النبي صل الله عليه وسلم لم يكن سببها الحزن والألم فحسب
 ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة والشفقة على الآخرين، والشوق والمحبة.
 وفوق ذلك كله: الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى.

ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول

(( رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم وفي صدره
أزيز كأزيز المرجل من البكاء – وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه -))
 رواه النسائي.

وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر

فتقول (( قام رسول الله صل الله عليه وسلم ليلة
 من الليالي فقال (يا عائشة ذريني أتعبد لربي)
 فتطهر ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بل حجره
 ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، ثم بكى 
فلم يزل يبكي حتى بل الأرض.وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة
 فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك
ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال له (أفلا أكون عبدا شكورا ؟))
 رواه ابن حيان
 

شجاعة المصطفى صل الله عليه وسلم

في السنة الثالثة للهجرة النبوية الشريفة، وصل خبر إلى النبي
المصطفى عليه السلام أنّ جمعا من قبيلة غطفان المشركين
تجمعوا في ناحية اسمها " ذو أَمر" يريدون قتاله فخرجَ إليهم
القائد الأعظم من المدينة المنورة يوم الخميس في الثاني عشر
من شهر ربيع الأول وخلف على المدينة سيدنا عثمان بن عفان
 رضي الله عنه فغاب صل الله عليه وسلم أحد عشر يوما
 وكان معه أربعمائة وخمسون رجلا. ولما سمع المشركون بخروجه
 إليهم هربوا منه إلى رءوس الجبال، ووصل النبي المصطفى
 صل الله عليه وسلم فعسكر هناك وهطل المطر الغزير فابتلّت
 ثياب رسول الله عليه السلام فنزل تحت شجرة هناك ونشر ثيابه
لتجف وذلك بمرأى من المشركين فبعثوا من بينهم رجلا قويا يقال له
 " غورث بن الحارث " وقالوا له : إن الفرصة مؤاتية لقتل محمد
والعياذ بالله. وكان الرسول عليه السلام قد تنحى جانبا وصار بعيدا
 عن مرأى الصحابة الكرام فأتاه غورث بن الحارث وبيديه سيفه
من الخلف فقام رسول الله عليه الصلاة والسلام وتواجها فقال غورث 
يامحمد من يمنعك مني اليوم، قال له نبينا : الله وكان سيدنا جبريل
عليه السلام قد جاء فدفع غورث في صدره فوقع السيف من يده
 فأخذه النبي الأعظم صل الله عليه وسلم فقال : من يمنعك مني؟
قال : لا أحد ..وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله
والله لا أكثر عليك جمعا أبدا ، فأعطاه رسول الله صل الله عليه وسلم سيفه.
 فلما رجع غورث إلى أصحابه قالوا : ويلك ،مالك؟؟ فقال نظرتُ إلى رجل
طويل فدفع في صدري فوقعت لظهري فعرفت أنه ملك وشهدت
 أن محمدا رسول الله والله لا أكثّر عليه جمعاوصار يدعو قومه إلى الإسلام.
فنزلت الآية الكريمة
 "يا أيها الذين ءامنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديَهم فكفّ أيديهم عنكم، واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون"

محمد أفصح العرب
 
لقد شاء الله عز وجل أن يكون سيدنا محمد صل الله عليه وسلم
خير البشر قاطبة وخاتم الأنبياء جميعا شرفه وفضلهوأعلاه قدرا ومقاما
ففاق جميع المرسلين بما أكرمه من المراتب العلية والخصائص السنية.
فأنعِم وأكرم به من نبي هدى الله به الأمة وكشف الغمة وأخرج الناس
من الظلمات إلى النور. وعليه فقد كثرت مكارم هذا الرسول العظيم كيف
 لا وهو الممدوح في التنزيل والمذكور على لسان النبيين المكرمين عليهم
الصلاة والسلام وأتم التسليم

محمد صل الله عليه وسلم أفصح العربِ

اعلم أن من جملة ما أكرم الله به نبيه عليه الصلاة والسلام
أن جعله صل الله عليه وسلم أفصح العرب قاطبة وأقواهم حجة
وأحسنهم بينا وأبلغهم إذا خطب. وقد ورد في الحديث الشريف
عنه صل الله عليه وسلم {أنا أفصح من نطق بالضاد}
أي أفصح العرب لأن العرب هم الذين ينطقون بها وليست في لغة غيرهم.

وأخرج مسلم في صحيحه عن السيدةعائشة رضي الله عنها قالت

{ما كان رسول الله صل الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا 
ولكنه كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه}

وفي كتاب الشفا للقاضي عياض ما نصه

"وأما فصاحة اللسان وبلاغة القول فقد كان 
رسول الله صل الله عليه وسلم
من ذلك بالمحل الأفضل والموضع الذي لا يجهل 
سلاسة طبع وإيجاز مقطع وفصاحة قول وصحة معان .
أوتي جوامع الكلم وخص ببدائع الحكم وعلم ألسنة العرب
وعليه فاعلم أنه لما كان كلامه صل الله عليه وسلم عظيم البلاغة
 وفصاحته معلومة وجوامع حكمه عليه الصلاة والسلام مأثورة فقد 
جمع من ذلك دواوين كثيرة"

ومن فصاحته الرائعة صل الله عليه وسلم ما جاء عن
الخطابي فيما ذكره السيوطي في "الرياض الأنيقة" قال

 {ومن فصاحته صل الله عليه وسلم أنه تكلم بألفاظ لم تسمع
من العرب قبله ولم توجد في متقدم كلامها كقوله :
 مات حتف أنفه ، وحمي الوطيس ، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
 وغير ذلك من محاسن عباراته صل الله عليه وسلم}

وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال:
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

 (( أعطيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه))
رواه الزبيدي في اتحاف السادة المتقين.

وبناء عليه فقد كانت فصاحته عليه الصلاة والسلام علما
من أعلام صدقه ودلالة رسالته وهو النبي الأمي فكان ينتظم
في القليل من قوله علم كثير فيسهل على السامعين حفظه
وضبطه ومن تتبع الجوامع من كلامه صل الله عليه وسلم
 عرف روعتها وحسن معانيها.







ليست هناك تعليقات: