من كتاب الأطلس التاريخى لسيرة الرسول صل الله عليه وسلم
عند إلقاء الضوء على ما يحبه النبى صل الله عليه وسلم
جاء الشكر لله فى كل الاحوال حتى وأن جاءت بغير ما يرتضى الانسان
فعن عائشة رضى الله عنها أن نبى الله كان
يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه
فقالت عائشة :
فقالت عائشة :
لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك
ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا؟
قال تعالى :
( ليغفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر )
أن الله أصطفى من الناس رسول الله محمد وأرسله رحمة للعالمين
وجعله سيد الاولين و الاخرين ،وخاتم الانبياء والمرسلين
ومع ان الله غفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر إلا أنه
إلى جانب أدائه للصلوات المفروضة وسننها القبلية والبعديه
وصلاة الضحى وغير ذلك من الصلوات وذلك ليكون عبدا شكورا
شكر الله تعالى على نعمه عليه ، فى المقابل نجد الكثيرين
الذين لم يبلغهم إنهم مغفور لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
يترك الصلاة حتى المفروضة منها وربما يرتكب الواحد منهم المعاصى
ما ظهر منها وما بطن ومع ذلك لسانه يردد : أن الله غفور رحيم
نعم ان الكيس من يحاسب نفسه فى الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامه
والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانى
يبقى السؤال كيف يكون الانسان عبدا شكورا ؟
والاجابة : الاكثار من العباده و التنفل وصلاة التطوع
من الامور المحمودة وهو أمر مطلوب لمن يريد شكر الله
على نعمه والتقرب إليه ورجاء نيل رحمته فى الأخره
وبلوغ الدرجات العليا فى الجنة
وقد قال الله تعالى :
( ومايزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فاذا أحببته
كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به
ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشلا بها
وان سألنى لأعطيته ، ولئن أستعاذ بى لأعذينه ) (1)
ولكن على الا يفضى ذلك إلى الملل أو الى ترك الأفضل
والأفان أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وان قل
فعمل قليل دائم خير من كثير منقطع غالبا وخير من
ترك العمل مطلقا ، وذلك لأن حال النبى عليه الصلاة والسلام
كانت أكمل الاحوال فكان لا يمل من عبادة ربه بل قال :
( وجعلت قرة عينى فى الصلاة )
هذا هو حال النبى أما غيره أذا خشى الملك فلا ينبغى له أن يكره نفسه
وعليه يحمل قول الرسول صل الله عليه وسلم :
( خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ) (2)
ولأن مرتبة الشكر عاليه ورفيعه جدا كان الشاكرون قليلين
فقال الله تعالى
وقلة الشاكرين فى العالمين تدل على أنهم هم خواصه
والشكور اسم من اسماء الله الحسنى
أمين أمين أمين يا رب العالمين
(1) أخرجه البخارى ( 6502 ) من حديث أبى هريره
(2) رواه البخارى ومسلم فى الصحيح واللفظ للبخارى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق