29‏/06‏/2012

اروع قصص لعمر بن الخطاب رضى الله عنه



أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه 
وكان في المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
‏قال عمر: ما هذا؟
‏قالوا : يا أمير المؤمنين هذا قتل أبانا
‏قال : أقتلت أباهم؟
‏قال: نعم قتلته 
‏قال : كيف قتلتَه ؟
‏قال : دخل بجمله في أرضي  فزجرته  فلم ينزجر
 فأرسلت عليه ‏حجراً  وقع على رأسه فمات 
‏قال عمر : القصاص 
 ‏الإعدام قرار لم يكتب وحكم سديد لا يحتاج مناقشة  لم يسأل عمر
 عن أسرة هذا الرجل هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟
ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر رضي الله عنه  
لأنه لا ‏يحابي
 ‏أحدا في دين الله  ولا يجامل أحدا على حساب شرع الله  ولو كان ‏ابنه
‏القاتل لاقتص منه 
‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏
أن تتركني ليلةلأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية
 فأُخبِرهم ‏بأنك ‏سوف تقتلني ثم أعود إليك والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إلي ؟
 ‏فسكت الناس جميعا إنهم لا يعرفون اسمه  ولا خيمته
 ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله فكيف يكفلونه وهي كفالة ليست على عشرة دنانير
 ولا على ‏أرض ولا على ناقةإنها كفالة على الرقبة أن تقطع بالسيف
‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟
ومن ‏يمكن أن يفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة وعمر متأثر
لأنه ‏وقع في حيرةهل يقدم فيقتل هذا الرجل وأطفاله يموتون جوعا
 هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة فيضيع دم المقتول  وسكت الناس 
 ونكس عمر ‏رأسه  والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
‏قالا : لامن قتل أبانا لا بد أن يقتل يا أمير المؤمنين 
‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟
‏فقام أبو ذر الغفاري بشيبته وزهده وصدقه وقال :
‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
‏قال عمر : هو قَتل قال : ولو كان قتلا 
‏قال : أتعرفه ؟
‏قال : ما أعرفه قال : كيف تكفله ؟
‏قال : رأيت فيه سِمات المؤمنين فعلمت أنه لا يكذب وسيأتي إن شاء ‏الله
..
‏قال عمر : يا أبا ذر أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك 
‏قال : الله المستعان يا أمير المؤمنين 
‏فذهب الرجل وأعطاه عمر ثلاث ليال يهيئ فيها نفسه ويودع ‏أطفاله وأهله
 وينظر في أمرهم بعده ثم يأتي ليقتص منه لأنه قتل
‏وبعد ثلاث ليال لم ينس عمر الموعد يعد الأيام عد
وفي العصر ‏نادى ‏في المدينة : الصلاة جامعة فجاء الشابان واجتمع الناس
وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر  قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين
‏وتلفت أبو ذر إلى الشمس وكأنها تمر سريعة على غير عادتها
 وسكت ‏الصحابة واجمين عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله .
‏صحيح أن أبا ذر يسكن في قلب عمر  وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
 ‏لكن هذه شريعة لكن هذا منهج لكن هذه أحكام ربانية لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏
ولا تدخل في الأدراج لتناقش صلاحيتها ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏
وعلى أناس دون أناس وفي مكان دون مكان 
‏وقبل الغروب بلحظات وإذا بالرجل يأتي فكبر عمر وكبر المسلمون ‏معه
‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك
‏قال : يا أمير المؤمنين والله ما علي منك ولكن علي من الذي يعلم السر
 وأخفى ها أنا يا أمير المؤمنين تركت أطفالي كفراخ ‏الطير
 لا ماء ولا شجر في البادية وجئت لأُقتل
‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان ؟
‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه 
‏قال عمر : الله أكبر  ودموعه تسيل على لحيته 
‏جزاكما الله خيرا أيها الشابان على عفوكما وجزاك الله خيرا يا أبا ‏ذر
‏يوم فرجت عن هذا الرجل كربته وجزاك الله خيرا أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك
‏وجزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك

‏قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده  لقد دفنت سعادة الإيمان ‏والإسلام
‏في أكفان عمر
عمر وما أدراك ما عمر
رضوان الله عليك
فهو من قال الحبيب صلاوات الله وسلامه عليه وقان يقصده
{ اللهم أعز الأسلام بأحد العمرين }

مدونة اسلاميات

ليست هناك تعليقات: