تفريغ صوتى من دروس فضيلة الشيخ
محمد حسان
معجزة الإسراء والمعراج من المعجزات العظيمة التي أكرم الله بها نبيه صل الله عليه وسلم
وأعلى بها شأنه، وكانت تخفيفاً لألم رسول الله وحزنه وما لاقاه من قومه من إعراض وأذى.
وليس هناك تاريخ ثابت يحدد زمن حادثة الإسراء، والمهم هو أن نعلم
أن رحلة الإسراء والمعراج وقعت يقظة لا مناماً، وكانت بجسده صل الله عليه وسلم وروحه.
وإن حادثة الإسراء برسول الله صل الله عليه وسلم إلى بيت المقدس لتؤكد هوية القدس الإسلامية
وتوجب على الأمة إخراج اليهود منه، ولا يتم ذلك إلا برفع علم الجهاد
أما طاولة المفاوضات فلن ترد حقاً ولن تردع عدواً، وإنما هي استهلاك إعلامي
وتخدير للشعوب، وتمييع للقضية.
من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله
وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة، ونصح للأمة فكشف الله به الغمة
وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين. فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته
ورسولاًَ عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه
وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فحيا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وزكى الله هذه الأنفس
وشرح الله هذه الصدور وطبتم جميعاً أيها الآباء وأيها الإخوة الأعزاء وطاب ممشاكم
وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل الله جل وعلا الذي جمعني وإياكم في هذا البيت العامر على طاعته
أن يجمعني وإياكم في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
عنوان لقائنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك: (في ظلال الإسراء والمعراج)
وحديثي معكم سوف يتركز في العناصر التالية: أولاً: تاريخ وتحقيق. ثانياً: ولماذا الإسراء؟
ثالثاً: الأقصى الجريح. رابعاً: المعراج إلى السماوات العلى.
وأخيراً: دروس وعبر من الأحداث. فأعيروني القلوب والأسماع
فإن هذا الموضوع من الأهمية بمكان.
اختلاف العلماء في تحديد زمن الإسراء
أولاً: تأريخ وتحقيق: لقد اعتاد المسلمون إلا من رحم الله جل وعلا من المحققين
أن يحتفلوا بذكرى الإسراء والمعراج في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب
احتفالاً باهتاً بارداً لا يليق بمقام المصطفى صل الله عليه وسلم.
لقد اعتقد الكثيرون أن الإسراء كان في ليلة السابع والعشرين
والتحقيق أن العلماء قد اختلفوا اختلافاً كبيراً في يوم الإسراء، بل في شهر الإسراء
بل في سنة الإسراء قال السدي : كان الإسراء في شهر ذي القعدة.
قال الزهري : كان الإسراء في شهر ربيع الأول. قال ابن عبد البر : كان الإسراء في شهر رجب.
قال النووي: كان الإسراء في شهر رجب. قالالواقدي : كان الإسراء في شهر شوال.
وفى قول آخر قال: كان في شهر رمضان. وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة بستة أشهر
وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة بتسعة أشهر، وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة بسنة
وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة بسنة وستة أشهر، وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة بثلاث سنين
حكاه ابن الأثير، ومن ثم فإن اليوم والشهر والعام للإسراء لا يعلمه إلا الله.
والتحديد للإسراء بيوم وشهر ضرب من المجازفة والتخمين
ولا دليل عليه من كلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صل الله عليه وسلم
وربما يسمع الآن كثير من آحبائي هذا الكلام ويعجب ويقول: كيف
وقد احتفلنا السنوات الماضية بالإسراء ليلة السابع والعشرين؟ أقول: لو احتفل المصطفى
وأصحابه والتابعونمن بعد الأصحاب بذكرى الإسراء ليلة السابع والعشرين من شهر رجب
في كل عام لعلم ذلك لنا ولنقل إلينا بالتواتر، فلما لم يحتفل النبي صل الله عليه وسلم والصحابة
والأتباع من بعدهم بذكرى الإسراء، وجب علينا أن يسعنا ما وسع هؤلاء الكرام.
فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف، والتحقيق أن الإسراء كان بعد البعثة
وقبل الهجرة من مكة زادها الله تشريفاً، وكان إلى المسجد الأقصى الجريح
خلَّصَه الله من أيدي إخوان القردة والخنازير
ثم من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى كما سأفصل الآن بحول الله وقوته.
بل في سنة الإسراء قال السدي : كان الإسراء في شهر ذي القعدة.
قال الزهري : كان الإسراء في شهر ربيع الأول. قال ابن عبد البر : كان الإسراء في شهر رجب.
قال النووي: كان الإسراء في شهر رجب. قالالواقدي : كان الإسراء في شهر شوال.
وفى قول آخر قال: كان في شهر رمضان. وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة بستة أشهر
وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة بتسعة أشهر، وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة بسنة
وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة بسنة وستة أشهر، وقيل: كان الإسراء قبل الهجرة بثلاث سنين
حكاه ابن الأثير، ومن ثم فإن اليوم والشهر والعام للإسراء لا يعلمه إلا الله.
والتحديد للإسراء بيوم وشهر ضرب من المجازفة والتخمين
ولا دليل عليه من كلام الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صل الله عليه وسلم
وربما يسمع الآن كثير من آحبائي هذا الكلام ويعجب ويقول: كيف
وقد احتفلنا السنوات الماضية بالإسراء ليلة السابع والعشرين؟ أقول: لو احتفل المصطفى
وأصحابه والتابعونمن بعد الأصحاب بذكرى الإسراء ليلة السابع والعشرين من شهر رجب
في كل عام لعلم ذلك لنا ولنقل إلينا بالتواتر، فلما لم يحتفل النبي صل الله عليه وسلم والصحابة
والأتباع من بعدهم بذكرى الإسراء، وجب علينا أن يسعنا ما وسع هؤلاء الكرام.
فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف، والتحقيق أن الإسراء كان بعد البعثة
وقبل الهجرة من مكة زادها الله تشريفاً، وكان إلى المسجد الأقصى الجريح
خلَّصَه الله من أيدي إخوان القردة والخنازير
ثم من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى كما سأفصل الآن بحول الله وقوته.
لماذا الإسراء؟
ثانياً: ولماذا الإسراء؟ وللجواب على هذا السؤال: قصة
إنها قصة طفل طهور كالربيع إنها قصة طفل كريم كالنسيم إنها قصة طفل نشأ في مكة
في بيئة تصنع الحجارة بأيديها، وتسجد لها من دون الله جل وعلا بل كان الواحد منهم
يصنع إلهه من خشب، أو من نحاس، أو حتى من حلوى أو من تمر فإذا
ما عبث الجوع ببطنه قام ليدس هذا الإله الرخيص في جوفه ليذهب عن نفسه شدة الجوع
في هذه البيئة نشأ الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم فاحتقر هذه الأصنام
وأشفق على أصحاب هذه العقول، فترك هذه البيئة الشركية وانطلق بعيداً إلى قمة جبل النور
إلى غار حراء ليقضى ليله ونهاره في التأمل والتفكر والتدبر والتضرع.
وفى ليلة كريمة يخشع الكون، وتصمت أنفاس المخلوقات، ويتنزل جبريل أمين وحي السماء
لأول مرة على المصطفى صل الله عليه وسلم على قمة جبل النور
ليضم الحبيب المصطفى ضمة شديدة وهو يقول له: (اقرأ) والحبيب يقول: ما أنا بقارئ
وجبريل يقول: (اقرأ) والمصطفى يقول: ما أنا بقارئ، وفى الثالثة: غطَّه حتى بلغ منه الجهد
وقال للحبيب:
إنها قصة طفل طهور كالربيع إنها قصة طفل كريم كالنسيم إنها قصة طفل نشأ في مكة
في بيئة تصنع الحجارة بأيديها، وتسجد لها من دون الله جل وعلا بل كان الواحد منهم
يصنع إلهه من خشب، أو من نحاس، أو حتى من حلوى أو من تمر فإذا
ما عبث الجوع ببطنه قام ليدس هذا الإله الرخيص في جوفه ليذهب عن نفسه شدة الجوع
في هذه البيئة نشأ الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم فاحتقر هذه الأصنام
وأشفق على أصحاب هذه العقول، فترك هذه البيئة الشركية وانطلق بعيداً إلى قمة جبل النور
إلى غار حراء ليقضى ليله ونهاره في التأمل والتفكر والتدبر والتضرع.
وفى ليلة كريمة يخشع الكون، وتصمت أنفاس المخلوقات، ويتنزل جبريل أمين وحي السماء
لأول مرة على المصطفى صل الله عليه وسلم على قمة جبل النور
ليضم الحبيب المصطفى ضمة شديدة وهو يقول له: (اقرأ) والحبيب يقول: ما أنا بقارئ
وجبريل يقول: (اقرأ) والمصطفى يقول: ما أنا بقارئ، وفى الثالثة: غطَّه حتى بلغ منه الجهد
وقال للحبيب:
الحكمة من فتور الوحي ثم تتابعه
ثم فتر الوحي لفترة قليلة على الراجح ثم نزل قول الله عز وجل على الحبيب المصطفى:
(يا أيها المدثر )
(سورة المدثر : 1 )
أي: يا أيها المتلف في هذه الأغطية:
قم يا محمد دع عنك هذه الأغطية، فما كان بالأمس حلماً جميلاً أصبح اليوم حملاً ثقيلاً.
فقام الحبيب ولم يقعد عشرين سنة لم يعرف طعم الراحة ولم يذق طعم النوم
لم يهدأ، وإنما انطلق على قدميه حاملاً نور الله عز وجل إلى هذه البشرية
ليخرجها من ظلمات الشرك وأوحال الوثنية، إلى أنوار التوحيد والإيمان برب البرية جل وعلا.
(يا أيها المدثر )
(سورة المدثر : 1 )
أي: يا أيها المتلف في هذه الأغطية:
![]() |
( سورة المدثر ايه 2 : 7 ) |
![]() |
(المزمل : 1 ـ 5 ) |
لم يهدأ، وإنما انطلق على قدميه حاملاً نور الله عز وجل إلى هذه البشرية
ليخرجها من ظلمات الشرك وأوحال الوثنية، إلى أنوار التوحيد والإيمان برب البرية جل وعلا.
الدعوة السرية
بعد أن نزل قول الله عز وجل:
انطلق الحبيب يدعو الناس سراً إلى الإسلام ثلاث سنين يدعو الناس إلى دين الله
تحت السراديب. لماذا؟ لأن للأصنام جيوشاً غاضبة. إن هؤلاء القوم يقتتلون من أجل ناقة
فما ظنك بآلهة فسيذبحون لها آلاف النياق إن مُس جنابها على يد محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم
![]() |
( المدثر : 1 ـ 2 ) |
تحت السراديب. لماذا؟ لأن للأصنام جيوشاً غاضبة. إن هؤلاء القوم يقتتلون من أجل ناقة
فما ظنك بآلهة فسيذبحون لها آلاف النياق إن مُس جنابها على يد محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم
الدعوة الجهرية
وبعد هذه المرحلة السرية نزل قول الله عز وجل:
فقام الحبيب ملبياً أمر الله، فوقف على جبل الصفا، ونادى على بطون مكة
: يا بني فهر يا بني عدي يا بني كذا يا بني كذا والحديث في الصحيحين
فالتف حوله الناس من أهل مكة، ووقفوا بين يديه وعلى رأسهم أبو لهب
وقام الحبيب صل الله عليه وسلم ليقيم الحجة على قومه بلغة النبوة، فقال:
(أرأيتم لو أني أخبرتكم: أن خيلاً وراء هذا الوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟
قالوا: بلى، ما جربنا عليك كذباً قط، فقال الحبيب المصطفى: فإني رسول الله إليكم
فكان أول من تكلم أبو لهب عليه من الله ما يستحقه حيث التفت إلى الحبيب وقال:
تباً لك سائر اليوم يا محمد)
إن أول من عادى الحبيب المصطفى عمه الذي قال له يوم الصفا:
(تباً لك سائر اليوم يا محمد ألهذا جمعتنا؟ فنزل قول الله عز وجل:
وبعد ذلك رعدت مكة وأبرقت، ودقت طبول الحرب
على رأس المصطفى وأصحابه، وانطلقت مكة على قلب رجل واحد
لتصب البلاء والإيذاء صباً على رأس المصطفى صل الله عليه وسلم
حتى ورد في صحيح البخاري أن عقبة بن أبي معيط
عليه لعنات الله المتواليةانطلق إلى النبي صل الله عليه وسلم
فخنقه خنقاً شديداً حتى كادت أنفاس المصطفى أن تخرج بين يديه
فجاء الصديق ليدفع هذا الفاجر الكافر عن رسول الله وهو يقول:
أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم؟
وورد في تاريخ الطبري أنهم وضعوا التراب على رأسه .
إلى آخر ما تعرض له الحبيب المصطفى
من أذى ومحن وفتن وابتلاءات.
![]() |
( سورة الشعراء 214 ) |
![]() |
( الحجر : 94 ) |
: يا بني فهر يا بني عدي يا بني كذا يا بني كذا والحديث في الصحيحين
فالتف حوله الناس من أهل مكة، ووقفوا بين يديه وعلى رأسهم أبو لهب
وقام الحبيب صل الله عليه وسلم ليقيم الحجة على قومه بلغة النبوة، فقال:
(أرأيتم لو أني أخبرتكم: أن خيلاً وراء هذا الوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟
قالوا: بلى، ما جربنا عليك كذباً قط، فقال الحبيب المصطفى: فإني رسول الله إليكم
فكان أول من تكلم أبو لهب عليه من الله ما يستحقه حيث التفت إلى الحبيب وقال:
تباً لك سائر اليوم يا محمد)
إن أول من عادى الحبيب المصطفى عمه الذي قال له يوم الصفا:
(تباً لك سائر اليوم يا محمد ألهذا جمعتنا؟ فنزل قول الله عز وجل:
![]() |
( المسد : 1 ـ 5 ) |
على رأس المصطفى وأصحابه، وانطلقت مكة على قلب رجل واحد
لتصب البلاء والإيذاء صباً على رأس المصطفى صل الله عليه وسلم
حتى ورد في صحيح البخاري أن عقبة بن أبي معيط
عليه لعنات الله المتواليةانطلق إلى النبي صل الله عليه وسلم
فخنقه خنقاً شديداً حتى كادت أنفاس المصطفى أن تخرج بين يديه
فجاء الصديق ليدفع هذا الفاجر الكافر عن رسول الله وهو يقول:
أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم؟
وورد في تاريخ الطبري أنهم وضعوا التراب على رأسه .
إلى آخر ما تعرض له الحبيب المصطفى
من أذى ومحن وفتن وابتلاءات.
دعوة أهل الطائف وما لاقاه الحبيب المصطفى من أذى
لما رأى النبي صل الله عليه وسلم أن أرض مكة صلدة قاسية لا تقبل بذرة التوحيد
وليست صالحة لتلقي الخير، انطلق الحبيب إلى الطائف يبحث عن أمل
يبحث عن قلوب حانية لعلها تحمل هذا النور. انطلق الحبيب صل الله عليه وسلم
على قدميه المتعبتين لا يركب الراحلة لأنه لا يمتلك الراحلة إذ ذاك تحت شمس محرقة
تكاد تذيب الحديد والصخور والحجارة، وعلى رمال ملتهبة إذا ما انعكست عليها أشعة الشمس
كادت أن تخطف الأبصار، وكل من ذهب إلى تلك البلاد في حج أو عمرة
يعلم طبيعة هذه البيئة وشدة حرارتها. انطلق الحبيب صل الله عليه وسلم في هذه الجو وهو متعب يتألم
لاسيما وقد ازداد حزنه بموت زوجته خديجة وبموت عمه أبي طالب
الذي كان حائطاً منيعاً لحملات المشركين في الخارج. انطلق النبي صل الله عليه وسلم
وقد امتلأ قليه بالحزن مشياً على الأقدام، لا يريد مالاً ولا يريد جاهاً ولا يريد وجاهة
إنما يريد لهؤلاء خيري الدنيا والآخرة، ولكن أهل الطائف فعلوا بالمصطفى ما لم يكن يتوقع
وما لم يكن يخطر بباله، فلقد سلطوا عليه الصبيان والسفهاء فرموه بالحجارة
حتى أدمي الحبيب المصطفى بأبي هو وأمي صل الله عليه وسلم. إنه المؤيد بمدد السماء
إنه المؤيد بوحي السماء تلقى عليه الرمال، ويلقى عليه التراب ويقذف بالحجارة
حتى يسيل الدم الطاهر من جسده صل الله عليه وسلم، وحتى ألجأه الصبيان والسفهاء
إلى بستان لبني ربيعة، وهنالك رفع أكف الضراعة إلى الله كما في الحديث
وإن كان شيخنا الألباني قد ضعفه، إلا أن الحديث قد رواه الإمام الطبراني
وقال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد: ورجاله ثقات ما عدا ابن إسحاق وهو مدلس ثقة
وقد رأيت شاهداً آخر يقوي هذا الحديث عند ابن إسحاق موصولاً وكلاهما يقوي بعضهما الآخر
ولا بأس أن أستشهد به لا أن أستأنس به. لجأ الحبيب إلى الله بهذه الدعوات الصادقة فقال:
(اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس
يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلني؟
إلى بعيد يتجهمنى؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟إن لم يكن بك غضب علي
فلا أبالي أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات
وصلح عليه أمر الدنيا والآخرةألا تنزل بي غضب أو يحل علي سخطك
لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك).
وليست صالحة لتلقي الخير، انطلق الحبيب إلى الطائف يبحث عن أمل
يبحث عن قلوب حانية لعلها تحمل هذا النور. انطلق الحبيب صل الله عليه وسلم
على قدميه المتعبتين لا يركب الراحلة لأنه لا يمتلك الراحلة إذ ذاك تحت شمس محرقة
تكاد تذيب الحديد والصخور والحجارة، وعلى رمال ملتهبة إذا ما انعكست عليها أشعة الشمس
كادت أن تخطف الأبصار، وكل من ذهب إلى تلك البلاد في حج أو عمرة
يعلم طبيعة هذه البيئة وشدة حرارتها. انطلق الحبيب صل الله عليه وسلم في هذه الجو وهو متعب يتألم
لاسيما وقد ازداد حزنه بموت زوجته خديجة وبموت عمه أبي طالب
الذي كان حائطاً منيعاً لحملات المشركين في الخارج. انطلق النبي صل الله عليه وسلم
وقد امتلأ قليه بالحزن مشياً على الأقدام، لا يريد مالاً ولا يريد جاهاً ولا يريد وجاهة
إنما يريد لهؤلاء خيري الدنيا والآخرة، ولكن أهل الطائف فعلوا بالمصطفى ما لم يكن يتوقع
وما لم يكن يخطر بباله، فلقد سلطوا عليه الصبيان والسفهاء فرموه بالحجارة
حتى أدمي الحبيب المصطفى بأبي هو وأمي صل الله عليه وسلم. إنه المؤيد بمدد السماء
إنه المؤيد بوحي السماء تلقى عليه الرمال، ويلقى عليه التراب ويقذف بالحجارة
حتى يسيل الدم الطاهر من جسده صل الله عليه وسلم، وحتى ألجأه الصبيان والسفهاء
إلى بستان لبني ربيعة، وهنالك رفع أكف الضراعة إلى الله كما في الحديث
وإن كان شيخنا الألباني قد ضعفه، إلا أن الحديث قد رواه الإمام الطبراني
وقال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد: ورجاله ثقات ما عدا ابن إسحاق وهو مدلس ثقة
وقد رأيت شاهداً آخر يقوي هذا الحديث عند ابن إسحاق موصولاً وكلاهما يقوي بعضهما الآخر
ولا بأس أن أستشهد به لا أن أستأنس به. لجأ الحبيب إلى الله بهذه الدعوات الصادقة فقال:
(اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس
يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلني؟
إلى بعيد يتجهمنى؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟إن لم يكن بك غضب علي
فلا أبالي أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات
وصلح عليه أمر الدنيا والآخرةألا تنزل بي غضب أو يحل علي سخطك
لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك).
التخفيف الإلهي لآلام وأحزان النبي صلى الله عليه وسلم
وهكذاعاد المصطفى صل الله عليه وسلم وهو يحمل في قلبه هموماً وأحزاناً دعوة
مطاردة خديجة ماتت أبو طالب مات أصحاب مشردون في الحبش أمر جلل
والمصطفى صل الله عليه وسلم يحمل كل هذه الهموم وهو في طريقه إلى مكة
يسمع نداءً كما في الحديث رواه البخاري ومسلم من حديثعائشة
فيلتفت فإذا جبريل في سحابة في السماء ينادي على المصطفى ويقول:
(يا رسول الله إن الله جل وعلا قد سمع ما قاله قومك لك وهذا ملك الجبال
أرسله الله إليك فمره بما شئت. يقول المصطفى: فسلم علي ملك الجبال
وقال: السلام عليك يا محمد فرد النبي عليه السلام، فقال ملك الجبال: يا محمد
مرني بما شئت لو أمرتني أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت)
والأخشبان: جبلان عظيمان بمكة، يقال للأول: أبو قبيس، ويقال للثاني: الأحمر.
هذا ملك الجبال يستأذن النبي صل الله عليه وسلم أن يحطم هذه الجماجم الصلدة
وهذه الرءوس العنيدة المتكبرة الكافرة المتحجرة، ووالله لو كان المصطفى ممن ينتقم لنفسه
ممن ينتقم لذاته ممن يثأر لمنصبه ممن يثأر لمكانته لأمر المصطفى ملك الجبال
ولحطم ملك الجبال هذه الرءوس ولسالت الدماء ليرى أهل مكة
دماء أهل الطائف في مكة، ولكنه ما خرج لنفسه ما خرج لذاته، إنما خرج لله
مطاردة خديجة ماتت أبو طالب مات أصحاب مشردون في الحبش أمر جلل
والمصطفى صل الله عليه وسلم يحمل كل هذه الهموم وهو في طريقه إلى مكة
يسمع نداءً كما في الحديث رواه البخاري ومسلم من حديثعائشة
فيلتفت فإذا جبريل في سحابة في السماء ينادي على المصطفى ويقول:
(يا رسول الله إن الله جل وعلا قد سمع ما قاله قومك لك وهذا ملك الجبال
أرسله الله إليك فمره بما شئت. يقول المصطفى: فسلم علي ملك الجبال
وقال: السلام عليك يا محمد فرد النبي عليه السلام، فقال ملك الجبال: يا محمد
مرني بما شئت لو أمرتني أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت)
والأخشبان: جبلان عظيمان بمكة، يقال للأول: أبو قبيس، ويقال للثاني: الأحمر.
هذا ملك الجبال يستأذن النبي صل الله عليه وسلم أن يحطم هذه الجماجم الصلدة
وهذه الرءوس العنيدة المتكبرة الكافرة المتحجرة، ووالله لو كان المصطفى ممن ينتقم لنفسه
ممن ينتقم لذاته ممن يثأر لمنصبه ممن يثأر لمكانته لأمر المصطفى ملك الجبال
ولحطم ملك الجبال هذه الرءوس ولسالت الدماء ليرى أهل مكة
دماء أهل الطائف في مكة، ولكنه ما خرج لنفسه ما خرج لذاته، إنما خرج لله
وتبدأ رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
ورد في صحيح مسلم من حديث أبي ذر أنه صل الله عليه وآله وسلم:
(حينما قال له أبو ذر : يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولاً؟
فقال الحبيب المصطفى: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى
قلت: كم بينهما، قال أربعون سنة، قلت: ثم أي؟
قال: ثم حيث أدركتك الصلاة فصل فالأرض كلها مسجد).
وكما في الحديث الآخر واللفظ لـمسلم من حديث أنس :
(أتيت بالبراق) وبكل أسف قرأنا عن البراق هذا، وسمعنا ما يستحي الإنسان
أن يردده الآن في أمة ينبغي أن تحترم علمها وقرآنها ونبيها وعقلها.
سمعنا أن له عرفاً كالديك، وأن له أجنحة وأن وأن وأن
البراق بنص الحديث الصحيح، قال عنه المصطفى:
(دابة) وحدد النبي لونه فقال: (أبيض) وحدد صفته، فقال:
(فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه) له سرعة مذهلة
وقف الحافظ ابن حجر عند قوله: (البراق) فقال: البراق من البريق.
أي: من اللمعان؛ لأن النبي صل الله عليه وسلم حدد لونه بالبياض
وقال: البراق من البرق، والبرق ضوء. وهذا هذا هو البراق أيها الأحباب
وورد عند الترمذي، والإمام أحمد في المسند، وعبد الرازق في مصنفه
والبيهقي في السنن من حديث أنس :
(أن النبي صل الله عليه وسلم لما انطلق ليركب البراق استصعب عليه
فقال جبريل للبراق: ما حملك على هذا؟ والله ما ركبك أحد من خلق
الله أكرم على الله منه-أي: من محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم)
والحديث رواه أحمد والترمذي وعبد الرزاقفي المصنف والبيهقي في السنن
وهو صحيح على شرط الشيخين.
ركب النبي صل الله عليه وسلم البراق وانطلق من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى في هذه الرحلة الجميلة وعنصر الإعجاز في رحلة الإسراء
الأرضية هو الزمن، إذ كيف انطلق النبي صل الله عليه وسلم من مكة
إلى المسجد الأقصى في زمن قليل؟ وهذا الذي أنكره المشركون في مكة، فقالوا:
نضرب لها أكباد الإبل شهراً من مكة إلى بلاد الشام، وأنت تقول:
بأنك انطلقت من مكة إلى المسجد الأقصى إلى السماوات
العلى وعدت في جزء من الليل يقول الله:
و(ليلاً) عند علماء اللغة، أي: في جزء من الليل ولم يقل: ليلة
ولنقل إن الإسراء قد استغرق ليلة بكاملها لا، بل استغرق جزءاً من الليل:
وختمت الآية بقوله تعالى: ( إنه هو السميع البصير ) وكان من السياق:
(إنه على كل شىء قدير)، (إنه عزيز حكيم) ليظهر عظمته وقدرته
وإنما قال( إنه هو السميع البصير ) أي: الذي سمع قول قومك لك
ورأى فعل قومك بك فأراد أن يكرمك وأن يشرفك. والإسراء معجزة ليست تأييداً للدعوة
وإنما هي تأييد في المقام الأول لصاحب الدعوة صل الله عليه وسلم. أيها الأحباب
إننا أمام معجزة فريدة، ليست تأييداً للدعوة بقدر ما هي تأييد لصاحب الدعوة
بأبي هو وأمي صل الله عليه وسلم.
(حينما قال له أبو ذر : يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولاً؟
فقال الحبيب المصطفى: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى
قلت: كم بينهما، قال أربعون سنة، قلت: ثم أي؟
قال: ثم حيث أدركتك الصلاة فصل فالأرض كلها مسجد).
وكما في الحديث الآخر واللفظ لـمسلم من حديث أنس :
(أتيت بالبراق) وبكل أسف قرأنا عن البراق هذا، وسمعنا ما يستحي الإنسان
أن يردده الآن في أمة ينبغي أن تحترم علمها وقرآنها ونبيها وعقلها.
سمعنا أن له عرفاً كالديك، وأن له أجنحة وأن وأن وأن
البراق بنص الحديث الصحيح، قال عنه المصطفى:
(دابة) وحدد النبي لونه فقال: (أبيض) وحدد صفته، فقال:
(فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه) له سرعة مذهلة
وقف الحافظ ابن حجر عند قوله: (البراق) فقال: البراق من البريق.
أي: من اللمعان؛ لأن النبي صل الله عليه وسلم حدد لونه بالبياض
وقال: البراق من البرق، والبرق ضوء. وهذا هذا هو البراق أيها الأحباب
وورد عند الترمذي، والإمام أحمد في المسند، وعبد الرازق في مصنفه
والبيهقي في السنن من حديث أنس :
(أن النبي صل الله عليه وسلم لما انطلق ليركب البراق استصعب عليه
فقال جبريل للبراق: ما حملك على هذا؟ والله ما ركبك أحد من خلق
الله أكرم على الله منه-أي: من محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم)
والحديث رواه أحمد والترمذي وعبد الرزاقفي المصنف والبيهقي في السنن
وهو صحيح على شرط الشيخين.
ركب النبي صل الله عليه وسلم البراق وانطلق من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى في هذه الرحلة الجميلة وعنصر الإعجاز في رحلة الإسراء
الأرضية هو الزمن، إذ كيف انطلق النبي صل الله عليه وسلم من مكة
إلى المسجد الأقصى في زمن قليل؟ وهذا الذي أنكره المشركون في مكة، فقالوا:
نضرب لها أكباد الإبل شهراً من مكة إلى بلاد الشام، وأنت تقول:
بأنك انطلقت من مكة إلى المسجد الأقصى إلى السماوات
العلى وعدت في جزء من الليل يقول الله:
![]() |
( الاسراء : 1 ) |
ولنقل إن الإسراء قد استغرق ليلة بكاملها لا، بل استغرق جزءاً من الليل:
![]() |
( الاسراء : 1 ) |
(إنه على كل شىء قدير)، (إنه عزيز حكيم) ليظهر عظمته وقدرته
وإنما قال( إنه هو السميع البصير ) أي: الذي سمع قول قومك لك
ورأى فعل قومك بك فأراد أن يكرمك وأن يشرفك. والإسراء معجزة ليست تأييداً للدعوة
وإنما هي تأييد في المقام الأول لصاحب الدعوة صل الله عليه وسلم. أيها الأحباب
إننا أمام معجزة فريدة، ليست تأييداً للدعوة بقدر ما هي تأييد لصاحب الدعوة
بأبي هو وأمي صل الله عليه وسلم.
الأقصى جريح
الأقصى الجريح: عنصرنا الثالث في هذا اللقاء الكريم.
إنه الأقصى الذي تدوسه الآن أقدام إخوان القردة والخنازير من أبناء يهود
على مرأى ومسمع من العالم كله، بل لقد تبنت زعيمة الكفر على ظهر الأرض
أمريكا هذه المقولة الخطيرة التي تغنى بها أعضاء الكونجرس حيث قالوا:
سننقل السفارة الأمريكية إلى القدس؛ لتصبح القدس عاصمة أبدية لأبناء يهود
ولإخوان القدرة والخنازير عار وشنار على ألف مليون أين هم؟
أين من لا يجيدون إلا لغة الجعجعة والصياح والشجب والاستنكار؟هل ستصبح القدس الشريفة
مسرى الحبيب محمد وأولى القبلتين وثالث الحرمين عاصمة أبدية
لإخوان القردة والخنازير والمسلمون لا يجيدون إلا الشجب والصياح والاستنكار والجعجعة
ولا يجيدون إلا لغة الإنكار في الجرائد والمجلات؟ أين هم؟ أين العمل؟ أين السلوك؟
أين الأخلاق؟ أين الإسلام الذي أمرهم الله أن يحولوه إلى واقع، وإلى منهج حياة؟
لا أصل له ولا أثر، لا يجيدون إلا الاحتفالات. نحتفل بذكرى الإسراء
ونسمع القصائد والأشعار ونسمع الكلمات، ونحتفل بذكرى المولد
ونحتفل بذكرى النصف من شعبان. هؤلاء هم الذين عشقوا الهزل
يوم أن كرهوا الجد والرجولة والبطولة والجهاد في سبيل الله
لقد كان المسجد الأقصى قبلة النبي صل الله عليه وسلم والمسلمين في الصلاة
واشتاق النبي صل الله عليه وسلم إلى بيت الله الحرام، فنزل قول الله:
فأمر الله بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام
وهو المسجد المبارك الثالث الذي أمر النبي صل الله عليه وسلم بشد الرحال إليه:
(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى،
ومسجد المصطفى صل الله عليه وسلم)
يعني: لا يجوز لك أن تشد الرحل إلى مسجد ولي من الأولياء
وإنما تشد الرحل فقط إلى المسجد الحرام في مكة
وإلى المسجد الأقصى في فلسطين الذبيحة وإلى مسجد المصطفى في المدينة المنورة.
أسأل الله أن يرزقني وإياكم صلاة في مسجده الحرام
وصلاة في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام
وصلاة في المسجد الأقصى إنه ولي ذلك ومولاه
إنه الأقصى الذي تدوسه الآن أقدام إخوان القردة والخنازير من أبناء يهود
على مرأى ومسمع من العالم كله، بل لقد تبنت زعيمة الكفر على ظهر الأرض
أمريكا هذه المقولة الخطيرة التي تغنى بها أعضاء الكونجرس حيث قالوا:
سننقل السفارة الأمريكية إلى القدس؛ لتصبح القدس عاصمة أبدية لأبناء يهود
ولإخوان القدرة والخنازير عار وشنار على ألف مليون أين هم؟
أين من لا يجيدون إلا لغة الجعجعة والصياح والشجب والاستنكار؟هل ستصبح القدس الشريفة
مسرى الحبيب محمد وأولى القبلتين وثالث الحرمين عاصمة أبدية
لإخوان القردة والخنازير والمسلمون لا يجيدون إلا الشجب والصياح والاستنكار والجعجعة
ولا يجيدون إلا لغة الإنكار في الجرائد والمجلات؟ أين هم؟ أين العمل؟ أين السلوك؟
أين الأخلاق؟ أين الإسلام الذي أمرهم الله أن يحولوه إلى واقع، وإلى منهج حياة؟
لا أصل له ولا أثر، لا يجيدون إلا الاحتفالات. نحتفل بذكرى الإسراء
ونسمع القصائد والأشعار ونسمع الكلمات، ونحتفل بذكرى المولد
ونحتفل بذكرى النصف من شعبان. هؤلاء هم الذين عشقوا الهزل
يوم أن كرهوا الجد والرجولة والبطولة والجهاد في سبيل الله
لقد كان المسجد الأقصى قبلة النبي صل الله عليه وسلم والمسلمين في الصلاة
واشتاق النبي صل الله عليه وسلم إلى بيت الله الحرام، فنزل قول الله:
![]() |
( البقرة : 144 ) |
وهو المسجد المبارك الثالث الذي أمر النبي صل الله عليه وسلم بشد الرحال إليه:
(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى،
ومسجد المصطفى صل الله عليه وسلم)
يعني: لا يجوز لك أن تشد الرحل إلى مسجد ولي من الأولياء
وإنما تشد الرحل فقط إلى المسجد الحرام في مكة
وإلى المسجد الأقصى في فلسطين الذبيحة وإلى مسجد المصطفى في المدينة المنورة.
أسأل الله أن يرزقني وإياكم صلاة في مسجده الحرام
وصلاة في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام
وصلاة في المسجد الأقصى إنه ولي ذلك ومولاه
الصراع بين المسلمين واليهود صراع عقيدة
أيها الأحبة إن الصراع بين المسلمين واليهود صراع عقيدة ووجود
وليس صراع أرض وحدود، فلو كانت القضية قضية دولة وقضية أرض
لانتهت منذ مئات السنين، ولكنها قضية اعتقاد قضية وجود لهذه الأمة أو لا وجود.
المسجد الأقصى الآن يداس بأنجس الأرجل الحفريات تحت جدران المسجد الأقصى
من كل ناحية مستمرة إلى يومنا هذا، وهذا معلوم للقاصي والداني
وللصغير وللكبير فالحفريات تحت جدران المسجد مستمرة، بحجة التوسعة وبحجة الترميم
ليسقط المسجد الأقصى، وليقيم إخوان القردة والخنازير عليه ما يسمونه بهيكل سلميان.
إنها حقائق لابد أن ترسخ في القلوب والعقول. الصراع بين اليهود وبين المسلمين صراع عقائدي
ولن ينتهي إلى قيام الساعة، ومن ثم فإن ما يحاوله البعض من القيام بحلول
عبر مفاوضات ومؤتمرات، إنما هو تضييع للوقت وللجهد وللمال ومسخ للهوية
لأن النبي صل الله عليه وسلم قد قال والحديث في الصحيحين، من حديث أبي هريرة :
(لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون
حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فينطق الله الحجر والشجر
فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله
قال المصطفى: إلا الغرقد فإنه من شجر يهود)
والآن يقوم اليهود بحملة واسعة لزراعة شجر الغرقد الذي لن ينطق
لأنهم يصدقون كلام محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم في وقت كذب فيه كثير
من أبناء أمة الحبيب الحبيبة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الأقصى فتحه عمر وحرره صلاح الدين فهل من صلاح جديد
وليس صراع أرض وحدود، فلو كانت القضية قضية دولة وقضية أرض
لانتهت منذ مئات السنين، ولكنها قضية اعتقاد قضية وجود لهذه الأمة أو لا وجود.
المسجد الأقصى الآن يداس بأنجس الأرجل الحفريات تحت جدران المسجد الأقصى
من كل ناحية مستمرة إلى يومنا هذا، وهذا معلوم للقاصي والداني
وللصغير وللكبير فالحفريات تحت جدران المسجد مستمرة، بحجة التوسعة وبحجة الترميم
ليسقط المسجد الأقصى، وليقيم إخوان القردة والخنازير عليه ما يسمونه بهيكل سلميان.
إنها حقائق لابد أن ترسخ في القلوب والعقول. الصراع بين اليهود وبين المسلمين صراع عقائدي
ولن ينتهي إلى قيام الساعة، ومن ثم فإن ما يحاوله البعض من القيام بحلول
عبر مفاوضات ومؤتمرات، إنما هو تضييع للوقت وللجهد وللمال ومسخ للهوية
لأن النبي صل الله عليه وسلم قد قال والحديث في الصحيحين، من حديث أبي هريرة :
(لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون
حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فينطق الله الحجر والشجر
فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله
قال المصطفى: إلا الغرقد فإنه من شجر يهود)
والآن يقوم اليهود بحملة واسعة لزراعة شجر الغرقد الذي لن ينطق
لأنهم يصدقون كلام محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم في وقت كذب فيه كثير
من أبناء أمة الحبيب الحبيبة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الأقصى فتحه عمر وحرره صلاح الدين فهل من صلاح جديد
الجهاد الطريق الوحيد لتحرير الأقصى
أيها الأحبة فلنتق الله ولنعد إليه ولنرجع إلى الدين، ولنتخل عن هذه القنوات المشبوهة
وعن هذه القوانين الوضعية الفاجرة الجائرة التي نتحدى بها مولانا
ولنرجع إلى الله، فوالله ثم والله، ثم والله لن يحرر الأقصى جيل تربى على الخلاعة
جيل تربى على الميوعة جيل تربى على الأفلام القذرة جيل تربى على المسلسات الداعرة
لن يحرر الأقصى إلا جيل أحب الآخرة، كما أحب أصحاب المصطفى الآخرة
جيل يحب الموت في سبيل الله كما يحب جيلنا الآن الحياة
لن يحرر الأقصى إلا إذا رفع علم الجهاد. اللهم ارفع علم الجهاد، واقمع أهل الزيغ والفساد
أيها الأحباب إن من أبناء الأمة الآن من يتمنى بكل قلبه أن لو رفعت راية الجهاد
ليسد فوهة المدافع بصدره وليلقى الله عز وجل شهيداً سعيداً فما أرخصها من حياة
حياة الذل والهوان والعار إن لم تمت بالسيف مت بغيره تعددت الأسباب والموت واحد
لا شرف لهذه الأمة إلا بذروة سنام هذا الدين إلا بالجهاد في سبيل الله
ورحم الله ابن المبارك الذي أرسل برسالة من ميدان الجهاد
من ميدان الشرف والبطولة إلى أخيه العابد التقي النقي عابد الحرمين الفضيل بن عياض
ليبين له فيه شرف الجهاد، فقال له:
يا عابد الحرمين لو أبصـرتـنا لعلمـت أنـك بالعـبادة تلعب من كان يخضب
خده بدموعـه فنـحـورنا بدمـائنا تتخـضب ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك
والغـبار الأطيـب من كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يـوم الصـبيحة تـتعب
ولقد أتانا من مـقال نبينـا قـول صـحيح صادق لا يكذب لا يستوي غبـار خـيل الله
في أنف امرئ ودخان نار تلهب وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وأبو داود
أنه صل الله عليه وسلم قال:
(إذا تبايعتم بالعينة وهذا نوع من أنواع البيوع الربوية المحرمة
ورضيتم بالزرع، وتبعتم أذنان البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله
سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم).
إنه الذل الذل لمن؟ لإخوان القردة والخنايز. الذل لمن؟! للشيوعيين في الشيشان.
الذل لمن؟ للصليبيين الحاقدين في البوسنة. الذل لمن؟ لأحقر أمم الأرض لعباد البقر في الهند.
إنه الذل: (سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم).
اللهم كما فتحت المسجد الأقصى على يد عمر وحررته على يد صلاح الدين
فارزق الأمة بصلاح ليحرر الأقصى من جديد يا رب العالمين
أنت ولي ذلك والقادر عليه. اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واستر عيبنا
وفك أسرنا، وتول خلاصنا برحمتك يا أرحم الراحمين
وعن هذه القوانين الوضعية الفاجرة الجائرة التي نتحدى بها مولانا
ولنرجع إلى الله، فوالله ثم والله، ثم والله لن يحرر الأقصى جيل تربى على الخلاعة
جيل تربى على الميوعة جيل تربى على الأفلام القذرة جيل تربى على المسلسات الداعرة
لن يحرر الأقصى إلا جيل أحب الآخرة، كما أحب أصحاب المصطفى الآخرة
جيل يحب الموت في سبيل الله كما يحب جيلنا الآن الحياة
لن يحرر الأقصى إلا إذا رفع علم الجهاد. اللهم ارفع علم الجهاد، واقمع أهل الزيغ والفساد
أيها الأحباب إن من أبناء الأمة الآن من يتمنى بكل قلبه أن لو رفعت راية الجهاد
ليسد فوهة المدافع بصدره وليلقى الله عز وجل شهيداً سعيداً فما أرخصها من حياة
حياة الذل والهوان والعار إن لم تمت بالسيف مت بغيره تعددت الأسباب والموت واحد
لا شرف لهذه الأمة إلا بذروة سنام هذا الدين إلا بالجهاد في سبيل الله
ورحم الله ابن المبارك الذي أرسل برسالة من ميدان الجهاد
من ميدان الشرف والبطولة إلى أخيه العابد التقي النقي عابد الحرمين الفضيل بن عياض
ليبين له فيه شرف الجهاد، فقال له:
يا عابد الحرمين لو أبصـرتـنا لعلمـت أنـك بالعـبادة تلعب من كان يخضب
خده بدموعـه فنـحـورنا بدمـائنا تتخـضب ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك
والغـبار الأطيـب من كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يـوم الصـبيحة تـتعب
ولقد أتانا من مـقال نبينـا قـول صـحيح صادق لا يكذب لا يستوي غبـار خـيل الله
في أنف امرئ ودخان نار تلهب وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وأبو داود
أنه صل الله عليه وسلم قال:
(إذا تبايعتم بالعينة وهذا نوع من أنواع البيوع الربوية المحرمة
ورضيتم بالزرع، وتبعتم أذنان البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله
سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم).
إنه الذل الذل لمن؟ لإخوان القردة والخنايز. الذل لمن؟! للشيوعيين في الشيشان.
الذل لمن؟ للصليبيين الحاقدين في البوسنة. الذل لمن؟ لأحقر أمم الأرض لعباد البقر في الهند.
إنه الذل: (سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم).
اللهم كما فتحت المسجد الأقصى على يد عمر وحررته على يد صلاح الدين
فارزق الأمة بصلاح ليحرر الأقصى من جديد يا رب العالمين
أنت ولي ذلك والقادر عليه. اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واستر عيبنا
وفك أسرنا، وتول خلاصنا برحمتك يا أرحم الراحمين
ابتداء رحلة المعراج من بيت المقدس إلى سدرة المنتهى
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه
وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته
واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد:
بدأت الرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ودخل النبي صل الله عليه وسلم
المسجد الأقصى وصلى ركعتين، وبعدما خرج وجد جبريل يقدم له إناءين: إناءً من لبن
وإناءً من خمر، فاختار النبي صل الله عليه وسلم اللبن، فقال له جبريل: قد أصبت الفطرة
يا محمدثم تبدأ رحلة المعراج، وهنا نرجع مرة أخرى إلى حديث أنس
في صحيح البخاري . يقول:
( ثم انطلق بي جبريل حتى أتى السماء الأولى فاستفتح، فقيل: من؟
قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم)
ولا تفهم أخي قوله: (أوقد بعث إليه) أي: هل هو رسول مبعوث من قبل الله؟
وإنما المراد: أوقد بعث إليه ليصعد إلى الملأ الأعلى
(أوقد بعث إليه؟ قال: نعم، قيل: فمرحباً به فنعم المجيء جاء يقول:
وإذا آدم عليه السلام، فيقول جبريل: هذا أبوك آدم فسلم عليه، فيقول المصطفى:
فسلمت عليه في السماء الأولى فرحب بي، ورد علي السلام، ودعا لي بخير وقال:
مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح، يقول:ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية
فرأيت عيسى ويحيى ابنا الخالة، فقال جبريل: هذا يحيى وعيسى سلم عليهما
فسلم النبي عليهما فردا عليه السلام، وقالا له: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح
ودعيا للنبي بخير. يقول: ثم صعد بي حتى أتى السماء الثالثة يقول: فإذا يوسف
فقال جبريل: هذا يوسف فسلم عليه، فسلم النبي عليه وقال: مرحباً بالأخ الصالح
والنبي الصالح إلى آخره، ثم قال له إدريس في الرابعة مثل ذلك ثم قال له هارون
في الخامسة مثل ذلك ثم قال له موسى في السادسة مثل ذلك ثم قال له إبراهيم
في السابعة، مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح، كما قال آدم عليه السلام
يقول المصطفى: ثم رفعت إلى سدرة المنتهى
الرائي هو محمد، والمرئي هو جبريل على نبينا وعليه الصلاة والسلام
رآه النبي صل الله عليه وسلم على حقيقته التي خلقه الله عز وجل عليها. يقول:
(فرفعت إلى سدرة المنتهى، وإذا نبتها كقلال هجر) ، الثمرة من النبق
الثمر المعروف كقلال هجر، ضخامة: (وإذا ورقها كآذان الفيلة)، جمع فيل أو جمع فيول
واللغتان صحيحتان: (وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران
فقال المصطفى: ما هذا يا جبريل؟ فقال جبريل: أما الباطنان فنهران في الجنة
وأما النهران الظاهران، فالنيل والفرات أصلهما من الجنة، ولكن لا تفهم أنهما الآن
متصلان بالجنة. يقول المصطفى صل الله عليه وسلم:
(ثم رفع لي البيت المعمور)، والبيت المعمور بناء كالكعبة، والراجح والصحيح
أن في كل سماء بيتاً معموراً، لكن الرسول صل الله عليه وسلم رأى في السماء
السابعة إبراهيم عليه السلام وقد أسند ظهره إلى البيت المعمور، وهو بمحاذات
بيت الله الحرام، بمعنى: لو خر البيت المعمور لخر على الكعبة والبيت المعمور
يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ولا يعودون، فإن غفلت أنت عن الذكر فعنده
من يذكره جل وعلا، لا يغفلون عن ذكره ولا يفترون:
اقترب النبي صل الله عليه وسلم هذا القرب الكبير وكرمه الله هذا التكريم العظيم
ثم فرض الله عليه الصلاة، خمسين صلاة فقبل ورضي وسلم واستسلم
فهو المطيع لربه دوماً، ولما مر على إبراهيم في السابعة لم يقل له شيئا
وقد تلحظ طبيعة إبراهيم في هذا: إنه لأواه حليم: ثم مر على موسى
على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فقال له موسى الذي قد تلمح طبعه
أيضاً من هذا بل ومن آيات كثيرة في القرآن قال: فما أمرت؟ قال: أمرني الله
بخمسين صلاة كل يوم وليلة، فقال موسى: لقد جربت الناس قبلك، إن أمتك
لا تستطيع ذلك فلقد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة
فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك صل الله على موسى وصل الله على محمد
لا نفرق بين أحد من رسوله ولا داعي لسرد الأقوال التي تنضح بالحقد
والتي تريد أن تبث العداء بين أنبياء الله ورسوله، فالحديث صريح في لفظه
وواضح في معناه، لا يحتاج إلى لي لأعناق الكلمات ولا لأعناق النصوص.
قال موسى: إني قد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك
فسله التخفيف؛ فإن أمتك لا تطيق ذلك، فرجع المصطفى إلى الل
فحط الله عنه عشراً، وعاد إلى موسى فقال: ارجع، فحط الله عنه عشراً
وهكذا حتى بلغت الصلاة عشراً فقال له موسى: ارجع، فرجع حتى حط الله
عنه خمساً، وفرض الله عليه خمس صلوات فلما عاد إلى موسى قال:
ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإني قد جربت الناس قبلك وعالجت
بني إسرائيل أشد المعالجة، فقال له المصطفى: إني قد استحييت من ربي
عز وجل وإنما أرضى وأسلم، يقول: فانطلقت فسمعت المنادي يقول:
قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي.
وهكذا أيها الأحبة تنتهي رحلة المعراج. اللهم لا تدع لأحد منا
في هذا المكان المبارك ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته
ولا ديناً إلا أديته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عاصياً إلا هديته
ولا طائعاً إلا ثبته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها
يا رب العالمين اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً
وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقياً ولا محروماً.
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى اللهم أقلنا وتقبل منا
وتب علينا وارحمنا إنك أنت التواب الرحيم هذا وما كان من توفيق
فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان
والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه
وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته
واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد:
بدأت الرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ودخل النبي صل الله عليه وسلم
المسجد الأقصى وصلى ركعتين، وبعدما خرج وجد جبريل يقدم له إناءين: إناءً من لبن
وإناءً من خمر، فاختار النبي صل الله عليه وسلم اللبن، فقال له جبريل: قد أصبت الفطرة
يا محمدثم تبدأ رحلة المعراج، وهنا نرجع مرة أخرى إلى حديث أنس
في صحيح البخاري . يقول:
( ثم انطلق بي جبريل حتى أتى السماء الأولى فاستفتح، فقيل: من؟
قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم)
ولا تفهم أخي قوله: (أوقد بعث إليه) أي: هل هو رسول مبعوث من قبل الله؟
وإنما المراد: أوقد بعث إليه ليصعد إلى الملأ الأعلى
(أوقد بعث إليه؟ قال: نعم، قيل: فمرحباً به فنعم المجيء جاء يقول:
وإذا آدم عليه السلام، فيقول جبريل: هذا أبوك آدم فسلم عليه، فيقول المصطفى:
فسلمت عليه في السماء الأولى فرحب بي، ورد علي السلام، ودعا لي بخير وقال:
مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح، يقول:ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية
فرأيت عيسى ويحيى ابنا الخالة، فقال جبريل: هذا يحيى وعيسى سلم عليهما
فسلم النبي عليهما فردا عليه السلام، وقالا له: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح
ودعيا للنبي بخير. يقول: ثم صعد بي حتى أتى السماء الثالثة يقول: فإذا يوسف
فقال جبريل: هذا يوسف فسلم عليه، فسلم النبي عليه وقال: مرحباً بالأخ الصالح
والنبي الصالح إلى آخره، ثم قال له إدريس في الرابعة مثل ذلك ثم قال له هارون
في الخامسة مثل ذلك ثم قال له موسى في السادسة مثل ذلك ثم قال له إبراهيم
في السابعة، مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح، كما قال آدم عليه السلام
يقول المصطفى: ثم رفعت إلى سدرة المنتهى
![]() |
( النجم : 1 ـ 14 ) |
رآه النبي صل الله عليه وسلم على حقيقته التي خلقه الله عز وجل عليها. يقول:
(فرفعت إلى سدرة المنتهى، وإذا نبتها كقلال هجر) ، الثمرة من النبق
الثمر المعروف كقلال هجر، ضخامة: (وإذا ورقها كآذان الفيلة)، جمع فيل أو جمع فيول
واللغتان صحيحتان: (وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران
فقال المصطفى: ما هذا يا جبريل؟ فقال جبريل: أما الباطنان فنهران في الجنة
وأما النهران الظاهران، فالنيل والفرات أصلهما من الجنة، ولكن لا تفهم أنهما الآن
متصلان بالجنة. يقول المصطفى صل الله عليه وسلم:
(ثم رفع لي البيت المعمور)، والبيت المعمور بناء كالكعبة، والراجح والصحيح
أن في كل سماء بيتاً معموراً، لكن الرسول صل الله عليه وسلم رأى في السماء
السابعة إبراهيم عليه السلام وقد أسند ظهره إلى البيت المعمور، وهو بمحاذات
بيت الله الحرام، بمعنى: لو خر البيت المعمور لخر على الكعبة والبيت المعمور
يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ولا يعودون، فإن غفلت أنت عن الذكر فعنده
من يذكره جل وعلا، لا يغفلون عن ذكره ولا يفترون:
![]() |
( الانبياء : 20 )
وفي رواية صحيحة: (ثم انطلقت إلى مكان يسمع فيه صريف الأقلام)
|
ثم فرض الله عليه الصلاة، خمسين صلاة فقبل ورضي وسلم واستسلم
فهو المطيع لربه دوماً، ولما مر على إبراهيم في السابعة لم يقل له شيئا
وقد تلحظ طبيعة إبراهيم في هذا: إنه لأواه حليم: ثم مر على موسى
على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فقال له موسى الذي قد تلمح طبعه
أيضاً من هذا بل ومن آيات كثيرة في القرآن قال: فما أمرت؟ قال: أمرني الله
بخمسين صلاة كل يوم وليلة، فقال موسى: لقد جربت الناس قبلك، إن أمتك
لا تستطيع ذلك فلقد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة
فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك صل الله على موسى وصل الله على محمد
لا نفرق بين أحد من رسوله ولا داعي لسرد الأقوال التي تنضح بالحقد
والتي تريد أن تبث العداء بين أنبياء الله ورسوله، فالحديث صريح في لفظه
وواضح في معناه، لا يحتاج إلى لي لأعناق الكلمات ولا لأعناق النصوص.
قال موسى: إني قد عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك
فسله التخفيف؛ فإن أمتك لا تطيق ذلك، فرجع المصطفى إلى الل
فحط الله عنه عشراً، وعاد إلى موسى فقال: ارجع، فحط الله عنه عشراً
وهكذا حتى بلغت الصلاة عشراً فقال له موسى: ارجع، فرجع حتى حط الله
عنه خمساً، وفرض الله عليه خمس صلوات فلما عاد إلى موسى قال:
ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإني قد جربت الناس قبلك وعالجت
بني إسرائيل أشد المعالجة، فقال له المصطفى: إني قد استحييت من ربي
عز وجل وإنما أرضى وأسلم، يقول: فانطلقت فسمعت المنادي يقول:
قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي.
وهكذا أيها الأحبة تنتهي رحلة المعراج. اللهم لا تدع لأحد منا
في هذا المكان المبارك ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته
ولا ديناً إلا أديته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا عاصياً إلا هديته
ولا طائعاً إلا ثبته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها
يا رب العالمين اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً
وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقياً ولا محروماً.
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى اللهم أقلنا وتقبل منا
وتب علينا وارحمنا إنك أنت التواب الرحيم هذا وما كان من توفيق
فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان
والله ورسوله منه براء، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق