التخفيف عن الآمة
أحيانا بل و فى أوقات كثيرة تظهر ممارسات و دعوات للتشدد و تناسى
أصحابها روح الاسلام السمحة التى تدعو للوسطية و الاعتدال و تأكيدا لذلك
مازال السؤال مطروحا ماذا يحب النبى محمد " صل الله عليه و سلم " و ماذا يكره ؟
و تحديدا ماذا يحب الرسول " صل الله عليه و سلم " من العبادات ؟
الرسول " صل الله عليه وسلم " كان دائما يحب التخفيف عن أمته ، فقد كان يقول
ان الدين يسر و لن يشاد الدين احدا إلا غلبة فسددوا و قاربوا و أبشروا
ففيه الدعوة إلى عدم مشادة الدين و الالتزام بالصواب من غير افراط أو تفريط
و العمل بما يقرب من الكمال ان لم يكن بالاستطاعة الاخذ به ثم الثواب على العمل الدائم و ان قل ، و كان عليه يدع العمل و هو يحب ان يعمله خشية ان يفرض
على الناس و عن ذلك تقول السيدة عائشة " رضى الله عنها "
( ان كان رسول الله ليدع العمل و هو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل
به الناس فيفرض عليهم )
و عندما عرج بالنبى إلى السماء و أمر بخمسين صلاة ظل " عليه السلام "
يتردد إلى ربه يسأله التخفيف لآمته فيضع الله " عز و جل " عشرا بعد عشر
ثم خمس حتى صار عددها خمس صلوات فى اليوم و الليلة
كان رسول الله " صل الله عليه و سلم " كما و صفه القران ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم
عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) ( التوبة 128 )
فمن رأفته و رحمته و شفقته بأمته أنه كان يحب أن يخفف عنهم من الآعمال
مما أستطاع الى ذلك سبيلا و ذلك خوفا من أن يشق او يثقل عليهم
و كان عليه السلام يأمر دائما بالتخفيف من الناس و التيسير عليهم فقال
( يسروا ولا تعسروا و سكنوا و لا تنفروا ) ذلك لان التنفير يصاحب المشقة
دائما و هو ضد التسكين و التبشير يصاحب التسكين غالبا وهو ضد التنفير
و كان من عادته صل الله عليه وسلم انه " ما خير بين امرين إلا و أخذ أيسرهما "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق