23‏/08‏/2011

السيدة جويرية أم المؤمنين رضى الله عنها




نشأة جويرية أم المؤمنين

هى برة بنت الحارث بن أبى ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك ، من خزاعه ، كان والدها زعيم بنى المصطلق ، تزوجت فى حداثة سنها من مسافع بن صفوان ، أحد فتيان خزاعه ، و كانت لم تتجاوز العشرون من عمرها .



بداية النور

بدأ الشيطان يتسلل إلى قلوب بنى المصطلق و يزين لهم بأنهم الآقوياء يستطيعون التغلب على المسلمين ، فأخذوا يعدون العدة و يتأهبون لمقاتلة المجتمع المسلم بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فتجمعوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و كانوا بقيادة زعيمهم الحارث بن أبى ضرار ، وكانت نتيجة القتال أنتصار الرسول صلى الله عليه وسلم و هزيمة بنى المصطلق فى عقر دارهم ، فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن سبى كثيرا من الرجال و النساء ، و كان مسافع بن صفوان زوج جويرية من الذين قتلوا بالسيوف المسلمة ، و كانت السيدة جويرية رضى الله عنها من النساء اللاتى وقعن فى السبى ، فوقعت فى سهم ثابت بن قيس بن شماس الآنصارى رضى الله عنه ، عندها أتفقت معه على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها ، حيث أنها كانت تتوق للحرية .


زواج جويرية رضى الله عنها من الرسول صلى الله عليه وسلم

وقعت جويرية بنت الحارث رضى الله عنها فى سهم ثابت بن قيس بن شماس ــ
 أو أبن عم له ، فكاتبت على نفسها ، و كانت امرأة ملاحة تأخذها العين .
قالت عائشة رضى الله عنها : فجاءت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كتابتها ، فلما قامت على الباب ، فرأيتها كرهت مكانها ، وعرفت : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرى منها ، مثل الذى رأيت ، فقالت : يا رسول الله انا جويرية بنت الحارث ، و إنما كان من أمرى ما لا يخفى عليك ، و إنى وقعت فى سهم ثابت بن قيس بن شماس ، و إنى كاتبت على نفسى . فجئتك أسألك عن كتاباتى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهل لك إلى ما هو خير منه ؟ قالت :
و ما هو يا رسول الله ؟ قال : أؤدى عنك كتاباتك و أتزوجك . قالت :
 قد فعلت . قالت : فتسامع ـ أى الناس ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية رضى الله عنها ، فأرسلوا ما بأيديهم من السبى ، فأعتقوهم وقالوا : 
أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما رأينا امرأة كانت بركة على قومها منها ، أعتق فى سببها ، مائة أهل بيت من بنى المصطلق .

الراوى : عائشة رضى الله عنها ــ الدرجة : حسن ــ المتحدث : ابن القطان ــ المصدر : أحكام النظر الصفحة رقم 153

فقد كانت تتحرق طلبا للحرية ، ووجدت الآعظم من ذلك ، ففرحت جويرية رضى الله عنها و تألق وجهها لما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأجابته : نعم يا رسول الله ، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم و أصدقها 400 درهما

قال ابو عمر القرطبى فى الآستيعاب : كان أسمها برة فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمها و سماها جويرية 


بركة جويرية

و عندما خرج الخبر إلى مسامع المسلمين فأرسلوا ما فى أيديهم من السبى و قالوا متعاظمين : هم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها ، قالت عنها السيدة عائشة رضى الله عنها : فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بنى المصطلق ، فما أعلم أمرأة أعظم بركة منها .


صفاتها  و ملامحها

كانت السيدة جويرية رضى الله عنها من أجمل النساء ، تتصف بالعقل الحصيف و الرأى السديد ، الموفق الرصين ، و الخلق الكريم و الفصاحه ، كانت تعرف بصفاء قلبها و نقاء سرسرتها ، كانت تقية ، نقية ، ورعه ، فقيهه ، مشرقة الروح ، مضيئة القلب و العقل .


الذاكرة القانتة

كانت السيدة جويرية رضى الله عنها تحذو حذو أمهات المؤمنين فى الصلاة و العبادة ، و تقتبس من الرسول صلى الله عليه وسلم من أخلاقه و صفاته ، حتى أصبحت مثلا
فى الفضل و الفضيلة ، كانت أم المؤمنين جويرية رضى الله عنها من العابدات القانتات السابحات الصابرات ، و كانت مصابرة على تحميد الله العلى القدير و تسبيحة
 و ذكره


ناقلة للحديث

حدث عنها ابن عباس ، عبيد بن السباق ، كريب مولى ابن عباس ، مجاهد ، ابو ايوب يحى بن مالك الآزدرى ، جابر بن عبد الله 
بلغ مسندها فى كتاب تبقى منه مخلد سبعة أحاديث ، منها أربعة فى الكتب الستة ، عند البخارى حديث ، وعند مسلم حديثان 

و قد تضمنت مروياتها أحاديث فى الصوم ، عدم تخصيص يوم الجمعه للصوم ، حديث فى الدعوات ، ثواب التسبيح ، فى الزكاة ، إباحة الهدية للرسول صلى الله عليه وسلم و إن كان المهدى ملكها بطريق الصدقة ، روت فى العتق

و بسبعة أحاديث شريفة خلدت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضى الله عنها      أسمها فى عالم الرواية ، لتضيف إلى شرف صحبتها للرسول صلى الله عليه وسلم            و أمومتها للمسلمين ، تبليغها الآمة سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم .ما تيسر لها ذلك
ومن  الآحاديث منها ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على جويرية بنت الحارث
يوم الجمعه و هى صائمة فقال لها : أصمت أمس ؟ قالت : لا قال : أتريدين أن تصومى غدا ؟ قالت لا قال : فأفطرى

الراوى : عبد الله بن عمرو بن العاص ــ خلاصة الدرجة : إسناده صحيح لكن أعله الحافظ بالمخالفة ــ المحدث الآلبانى ــ المصدر صحيح بن خزيمة الصفحة رقم 2163


وفاتها

عاشت السيدة جويرية رضى الله عنها بعد رسول الله راضية مرضية ، و أمتدت حياتها إلى خلافة معاوية بن ابى سفيان رضى الله عنهما ، توفيت فى شهر ربيع الآول من السنة الخمسين للهجرة النبوية الشريفة ، شيع جثمانها فى البقيع و صلى عليها
مروان بن الحكم

المصدر : برنامج أمهات المؤمنين بقناة الرحمة



ليست هناك تعليقات: