16‏/06‏/2011

السيدة حفصة ( رضى الله عنها )

نسبها

هى حفصة  ( رضى الله عنها ) بنت عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ( رضى الله عنهما ) و أمها الصحابية الجليلة زينب بنت مظعون بن وهب بن حبيب  ولدت قبل البعثة بخمسة أعوام ، كانت زوجة للصحابى الجليل (خنيس بن حذافة السهمى ) وهو من أصحاب الهجرتين ، فقد هاجر إلى الحبشة مع المهاجرين الآولين فرار بدينة ، ثم غلى المدينة نصرة للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وقد شهد بدر ثم أحد واصيب وتمت له جراحة توفى على أثرها ، وترك زوجته  حفصة بنت عمر ( رضى الله عنها ) ترملت فى سن العشرون .

زواج حفصة من الرسول ( صلى الله عليه وسلم )

قد تألم عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه ) لآبنته الشابة وظهور أوجاع الترمل عليها فأخذ يفكر فى أمرها بعد أنقضاء عدتها  ومن سيكون زوجا" لها ؟
فعرضها عمر على أبى بكر فسكت ، ثم عرضها على  عثمان حين ماتت رقية أبنة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : لا أريد أن أتزوج اليوم ، فذكر ذلك للرسول
( صلى الله عليه وسلم ) فقال الحبيب : يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ، ويتزوج عثمان من هو خير من حفظة . ولا يدرى عمر معنى قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ثم خطبها النبى ( صلى الله عليه وسلم ) فزوجه عمر أبنته حفصة
وزوج الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عثمان لآبنته أم كلثوم بعد وفاة أختها رقية .
ولقى عمر أبا بكر فأعتذر له أبا بكر وقال : لا تجد على فإن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد ذكر حفظة فلم أكن لآفشى سره ولو تركها لتزوجتها . وكان الزواج بالسنة الثالثة من الهجرة وسنها 20 عام .

صفات حفصة

حفصة أم المؤمنين ، الصوامة ، القوامة شهادة صادقة من أمين الوحى جبريل
( عليه السلام )وبشارة محققة أنها  زوجتك  يا رسول الله فى الجنة وقد عكفت على المصحف تلاوة و تدبرا" و تفهما" وتأملا" مما أثار أبيها الفاروق عمر ( رضى الله عنه ) مما جعله يوصى بالمصحف الشريف الذى كتب فى عهد ابا بكر بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وكتابه كان على العرضة الآخيرة التى عارضها له جبريل مرتين فى شهر رمضان من عام وفاة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إلى ابنته حفصة أم المؤمنين .


حفصة وحفظ نسخة مكتوبة من القرأن ( الوديعه الغالية )

روى أبو النعيم عن أبن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : لما أمرنى أبو بكر( رضى الله عنه ) بجمع القرأن كتبته فى قطع الآدم وكسر الآكتاف و العسب ، فلما توفى أبا بكر . كان عمر  ( رضى الله عنه ) كتب ذلك فى صحيفة واحدة عندة
 ( اى على رق من نوع واحد )
و أودعها عند ابنته حفصة( رضى الله عنها ) ولما توفى عمر . أرسل عثمان بن عفان الى حفصة ( رضى الله عنها ) فسألها أن تعطيه الصحيفة وحلف أن يردنها غليها فأعطته فعرض المصحف عليها فردها إليها وطابت نفسه و أمر الناس فكتبوا المصاحف .

وكان هذا الجمع الثانى للمصحف الشريف الذى تم إنجازة فى خلافة ابا بكر الصديق رضى الله عنه ) بمشورة من عمر بن الخطاب   (رضى الله عنه ) وذلك بعد ما استحر القل فى القراء فى محاربة ( مسيلمة الكذاب ) الذى قتل فى معركة اليمامة " سبعون " من القراء الحفظة للقرأن بأسره

خصائص جمع هذا المصحف

1 ـ كل من تلقى عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) شيئا" من القرأن أتى وأدلى به إلى زيد بن ثابت
2 ـ  كل من كتب شيئا" فى حضرة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أتى به إلى زيد
3 ـ زيد كان لا يأخذ إلا من أصل قد كتب بين يدى الرسول ( صلى الله عليه وسلم )
4 ـ الجمع بين المحفوظ فى الصدور و المرسوم فى السطور و المقابلة بينهما لا بمجرد الآعتماد على أحدهما
5 ـ زيد كان لايقبل من أحد شيئا"حتى يشهد معه شاهدان على سماعه وتلقيه عن الرسول ( صلى الله عليه وسلم )مباشرة فيكون هذا الجمع تم فيه التدوين الجماعى 
6 ـ ترتيب هذا المصحف الشريف الآول من نوعه وظبطه كان حسب عرضه على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قبل وفاته

و قد شارك زيد فى هذه المهمة عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه ) فعن عروة بن الزبير أن ابا بكر قال لعمر وزيد " أقعدا على باب المسجد فمن جائكم بشاهدين على شئ من كتاب الله فأكتباه  "
قال الحافظ السخاوى  " المراد أنهما " يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) و ان ذلك من الوجوه التى نزل بها القرأن
و لما أجمع الصحابة على أمير المؤمنين عثمان بن عفان فى جمع الناس على مصحف إمام يستنسخون منه مصاحفهم . أرسل أمير المؤمنين عثمان إلى
أم المؤمنين حفصة ( رضى الله عنها ) أن ارسلى إلينا المصحف ننسخها فى المصاحف .

هذة هى الوديعه الغالية التى أودعها أمير المؤمنين عمربن الخطاب ( رضى الله عنه   أبنته حفصة ( رضى الله عنها ) ام المؤمنين فحفظتها بامانة فحفظ لها الصابة
و التابعون وتابعوهم من المؤمنين إلى هذا الحين .

الوفاة

وبعد مقتل عثمان إلى اخر ايام على ظلت حفصة ( رضى الله عنها ) عاكفة على العبادة صوامة قوامة إلى أن توفيت فى أول عهد معاوية بن أبى سفيان وشيعها أهل المدينة إلى مثواها الآخير فى البقيع مع أمهات المؤمنين ( رضى الله عنهن ) 


ليست هناك تعليقات: